الزراعة هي الحل السحري لمشاكل الاقتصاد المصري بداية من عصر النهضة المصرية عصر محمد علي باشا إلى وقتنا هذا، وسوف نتعرف خلال هذا المقال لتأثير الزراعة على حياة الفلاح المصري بشكل خاص وعلى الدولة المصرية بشكل عام.
نظرة تاريخية للزراعة في عهد محمد علي باشا
- ظهر محمد علي باشا على مسرح الأحداث عام ١٨٠١م كأحد ضباط الفرقة الألبانية، أحد فرق الجيش العثماني التي جاءت لإخراج الفرنسيين من مصر باعتبار أن مصر أحد أهم الولايات العثمانية وأكثرها غنى وثروات وتشكل الأتاوات والضرائب القادمة من مصر العمود الفقري للخزانة العثمانية.
- فأموال مصر هي مصدر مرتبات الجيش العثماني وقوات الانكشارية، فكان الدفاع عن البقرة الذهبية مصر مسألة حياة أو موت للخلافة العثمانية التي تركت البقرة عبر عدة قرون تذبل وتدمر وتنتهك من كثرة الأتاوات والضرائب، حتى أصبحت شبحا لا يثمن ولا يغني من جوع ينتظر سكين جزار رحيم يخلصها من عذابها، فقد فرض المحتل العثماني نظام الالتزام على الفلاح المصري.
نظام الالتزام
- وهو فرض والتزام على كل الأراضي الزراعية بسداد عدة آلاف من النقود من قبل الملتزم ويتعهد الملتزم أو الأمير بتسديديها مقدما إلى بيت المال العثماني ويأخذها الوالي ويقوم بإرسالها إلى الباب العالي في إسطنبول عاصمة الخلافة العثمانية أو تركيا في ذلك الوقت مع بعض الهدايا، ليرضى حكام الآستانة عن والي مصر.
- ويحجز الوالي لنفسه بعض الأموال ويفرض على الأمراء أداء رشاوي له في صور هدايا وعطايا،
ويقوم الأمراء الملتزمون بفرض أضعاف ما دفعوه للوالي من ضرائب وإتاوات ورشاوي على الفلاحين
ومن يعترض أو يتكاسل عن الدفع فلا يجد إلا سوط رجال الأمير الملتزم تشوي ظهره وتقطع لحمه. - وإن قاوم فلا يجد إلا سيوف حادة غاضبة بلا قلب تقطع جسده الهزيل وترسله إلى قبره بلا رحمة ولا كفن.
اقرأ أيضًا: 5 من أهم فوائد الزراعة للمجتمع وأنواع الزراعة في الوقت الحالي
نتائج نظام الالتزام على الزراعة
- جعل جميع أركان الدولة المصرية العثمانية تأكل من عرق الفلاح المصري الذي لم يجد معين ولا مساعد على تحمل هذا العذاب، فأهمل أرضه وبالطبع توقفت كافة مشروعات الري وحفر الترع.
- هجر الفلاح المصري أرضه بالكلية وهجر وطنه وصار يتسول في طرقات المدن، فرارا من ديون مستحقة على أرضه للأمراء والباشوات ساكني القصور المنعمين بالجواري والغلمان المستمتعين بالحياة من دم وعرق هذا الفلاح الهزيل الهارب من الديون.
وفي المقال القادم نستكمل رحلتنا مع الفلاح المصري الذي تحمل كافة أعباء ومعاناة بناء مصر الحديثة.
اقرأ أيضًا: الزراعة طوق النجاة للاقتصاد المصري 2022