متلازمة أسبرجر هي إحدى اضطرابات طيف التوحد، وتتميز بضعف نوعي في التفاعل الاجتماعي (كعدم الذهاب إلى المناسبات أو عدم زيارة قريب مريض في المستشفى)، من خلال أنماط محدودة من السلوك والأنشطة والرغبات، ولا يميزه أي تأخر هام في نمو الإدراك أو تأخر عام في الناحية اللغوية.
أسباب متلازمة أسبرجر:
لا تزال أسباب متلازمة أسبرجر غير معروفة تمامًا، ولكن يعتقد أنها ناتجة عن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية، والعوامل المشتركة أيضًا:
1-العوامل الوراثية:
هناك أدلة قوية على أن لها أساس وراثي، وجدت الدراسات أن الأشخاص المصابين بالمتلازمة لديهم مخاطر أعلى للإصابة باضطرابات طيف التوحد الأخرى في عائلاتهم، كما وجدت الدراسات أن بعض الجينات مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بها.
2-العوامل البيئية:
هناك بعض الأدلة على أن العوامل البيئية قد تلعب أيضًا دورًا في الإصابة بها، وجدت الدراسات أن تعرض الأم أثناء الحمل للعدوى الفيروسية، أو ملوثات الهواء، أو مضاعفات ما قبل الولادة، ربما تلعب دورًا في إصابة الطفل باضطراب طيف التوحد.
3-العوامل المشتركة:
قد تلعب العوامل الوراثية والبيئية دورًا مشتركًا في الإصابة بمتلازمة أسبرجر على سبيل المثال، قد يكون لدى بعض الأشخاص جينات تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالمتلازمة، ولكن قد تحتاج هذه الجينات إلى تنشيطها بواسطة عامل بيئي معين مثل عدوى فيروسية.
أعراض المتلازمة:
- صعوبة تكوين الصداقات: يجد المصابون بالمتلازمة صعوبة في إنشاء صداقات جديدة، وللتمسك دائمًا بمن يرتاحون إليهم ويبعدون عن مجالسة الغرباء ويكتفون بالابتسامة والاستماع فقط.
- الرهاب الاجتماعي: دائمًا ما تجد أن أصحاب متلازمة أسبرجر لديهم رهاب اجتماعي، ويصعب فهم تعبيراتهم، كما يجدون صعوبة في اختيارهم للعبارات الدقيقة وخوفهم من أن كلامهم لم يفهم بالشكل الصحيح.
- التزامهم بالروتين اليومي وانزعاجهم من تغييره: تجد دائمًا أن أصحاب هذه المتلازمة لديهم تفاصيل يومية ثابتة لا تتغير، وطريقة في التنظيم والترتيب بنمط معين يسهل عليهم أمورهم ولا يشعرهم بضغط كبير، فإذا حصل أي تغيير على الروتين يفزعهم في حال تم تعريضهم لموقف جديد.
- القدرة على التحكم في ضبط نبرة صوتهم بما يلائم الموقف.
- صعوبة فهم مشاعر الآخرين، وتفسير لغة أجسادهم.
اقرأ أيضًا: متلازمة توريت… هل هي خطيرة أم بسيطة؟
التشخيص:
يعتمد تشخيص المتلازمة على التقييم السريري للأعراض، لا يوجد اختبار واحد يمكن استخدامه للتشخيص، ولكن قد يستخدم الطبيب مجموعة من الاختبارات، بما في ذلك اختبارات الذكاء واختبارات المهارات الاجتماعية والتواصل.
متى يتم اكتشاف المصاب بالمتلازمة؟
يتم اكتشاف المصابين بالمتلازمة وتظهر عليهم الأعراض في مرحلة الرضاعة، أو الطفولة المبكرة وقد يتأخر اكتشافها أحيانًا حتى مرحلة البلوغ، ويتميز المصاب بأنماط سلوكية غير شائعة.
بماذا تشعر عند التعامل مع أحد مصابين المتلازمة؟
تجده يخشى التجمعات لكنه شديد الذكاء، لا يجيد التعبير عن ذاته، دقيق الملاحظة، حسن الاستماع، لكنه لا يفضل الاجتماع مع أناس لا يرتاح إليهم.
ما هي أوجه التشابه بين أسبرجر والتوحد؟
رغم الفرق بين أسبرجر والتوحد في بعض الجوانب، إلا أنهما يشتركان في العديد من التحديات، مثل:
1-مواجهة بعض الصعوبة في التواصل اللفظي وغير اللفظي.
2-قلة التواصل البصري مع الآخرين.
3-مشاكل في القدرة على التعبير عن المشاعر.
4-مشاكل في المهارات الحركية.
5-عدم الاهتمام بالمشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
6-حب الروتين والانزعاج من حدوث أي تغيير فيه.
7-الاهتمام الشديد والتركيز على أشياء أو عناصر محددة.
8-صعوبة الحفاظ على العلاقات الاجتماعية.
العلاج:
لا يوجد علاج لمتلازمة أسبرجر، ولكن هناك علاجات يمكن أن تساعد في تحسين الأعراض. تشمل العلاجات الشائعة ما يلي:
- العلاج السلوكي المعرفي: يساعد هذا العلاج الأشخاص المصابين بأسبرجر على تطوير مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي.
- العلاج المهني: يساعد هذا العلاج الأشخاص المصابين بها على تطوير المهارات الحركية والمهارات الوظيفية.
- العلاج النطقي: يساعد هذا العلاج الأشخاص المصابين بالمتلازمة على تطوير المهارات اللغوية.
في الختام، فإن الأشخاص المصابين بمتلازمة أسبرجر هم أشخاص عاديون يتمتعون بقدرات وإمكانيات كبيرة، ومع التشخيص والدعم المناسبين، يمكنهم أن يعيشوا حياة ناجحة ومليئة بالإنجازات.
اقرأ أيضًا: تعرف على متلازمة هرس الأطراف وأشهر 4 أعراض لها
كتبت: فاطمة عمر.