رحل عن عالمنا يوم الخميس الموافق 23 نوفمبر عام 2023م الكاتب الكبير يعقوب الشاروني، وكان الناقد شريف الجيار قد أعلن وفاة الشاروني في منشور له عبر فيسبوك: “البقاء لله.. رحل عن عالمنا الآن الأستاذ يعقوب الشاروني رائد أدب الأطفال، رحمة الله عليه رحمة واسعة”.

كما قامت ابنة الراحل الأستاذة هالة الشاروني بإعلان خبر وفاة والدها وموعد ومكان الجنازة والعزاء قائلة: “انتقل إلى الأمجاد السماوية والدى الحبيب الأستاذ يعقوب الشاروني رائد أدب الأطفال، وتقام صلاة الجنازة يوم السبت 25 نوفمبر الساعة 12 ظهرًا بكنيسة الشهيد العظيم مارجرجس مطرانية الجيزة بشارع مراد، وتستقبل الأسرة العزاء يوم الأحد 26 نوفمبر من الساعة 6 إلى 9:30 مساءً بالقاعة الملحقة بالكنيسة”.

من هو يعقوب الشاروني؟

اسمه يعقوب اسحق قليني الشاروني، ولد في يوم 10 فبراير عام 1931م بالقاهرة، كان محبًا للقراءة والكتابة، التحق بكلية الحقوق لدراسة القانون، وفي عام 1952 حصل على ليسانس الحقوق، ثم في عام 1955 حصل على دبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد السياسي من كلية الحقوق بجامعة القاهرة، وفي عام 1958حصل أيضًا من كلية الحقوق جامعة القاهرة على دبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد التطبيقي، وفي عام 1953 شغل منصب مندوب هيئة قضايا الدولة.

من هو يعقوب الشاروني؟

من هو يعقوب الشاروني؟

وفي عام 1954، عمل كمحامٍ بهيئة قضايا الدولة حتى عام 1959م حيث شغل منصب نائب هيئة قضايا الدولة، وفي عام 1963 قام الكاتب الكبير توفيق الحكيم بترشيح الشاروني للحصول على منحة التفرغ للكتابة الأدبية وقال الكاتب الكبير في خطاب له داعمًا يعقوب الشاروني فيه قائلًا: ” أزكي هذا الطلب بكل قوة، لما أعرفه عن السيد يعقوب الشاروني من موهبة تجلت في مسرحية أبطال بلدنا التي ظفرت بالجائزة الأولى في مسابقة المجلس الأعلى للفنون والآداب”.

وفي عام 1981م، قالت الدكتورة سهير القلماوي عن الراحل يعقوب الشاروني في تقرير اللجنة التي منحته جائزة أحسن كاتب أطفال: “إن أسلوب الأستاذ يعقوب الشاروني، في الكتابة للأطفال قد حقق آفاقًا بعيدة المدى، سهولة وبساطة وتعليمًا، إنه أسلوب واضح المعالم لكل ما نطمع فيه من حيث اللغة التي نخاطب بها الأطفال”.

وقد أصبح الشاروني من أبرز رواد أدب الأطفال في مصر والعالم العربي لعقود طويلة، وكان يكتب باستمرار وبانتظام في جريدة الأهرام منذ عام 1981م، تحت عنوان ألف حكاية وحكاية.

اقرأ أيضًا: أمين معلوف.. رحلة نجاح من الأدب العربي إلى الأكاديمية الفرنسية

يعقوب الشاروني والانتقال للثقافة الجماهيرية:

في عام 1967م، تم انتداب يعقوب الشاروني بناءً على طلبه؛ ليعين مديرًا عامًا للهيئة العامة لقصور الثقافة، ومُشرفًا على مديرية الثقافة وقصر الثقافة في محافظة بنى سويف الواقعة في صعيد مصر.

وفي عام 1968م، تم نقله بناءً على طلبه أيضًا من وظيفته القضائية بوزارة العدل؛ ليعين مديرًا عامًا للهيئة العامة لقصور الثقافة، وفي فبراير عام 1969، سافر الشاروني إلى فرنسا في منحة من الحكومة الفرنسية لمدة عشرة أشهر لدراسة العمل الثقافي خاصة فيما يتعلق بمجال ثقافة الطفل.

يعقوب الشاروني والانتقال للثقافة الجماهيرية

يعقوب الشاروني والانتقال للثقافة الجماهيرية

وفي عام 1970م، تم اختيار الشاروني وتعيينه مديرًا عامًا لثقافة الطفل وقصر ثقافة الطفل المتخصص بالهيئة العامة لقصور الثقافة، ثم تم اختياره بعد ذلك في عام 1973م ليصبح مستشارًا لوزير الثقافة لشئون ثقافة الطفل، وفي عام 1975 أصبح يعقوب الشاروني مسئولًا عن شئون التدريب بوزارة الثقافة، بالإضافة إلى عمله كمستشار لوزير الثقافة لشئون ثقافة الطفل.

وفي الفترة ما بين عام 1981 إلى عام 2008 قامت صحيفة الأهرام باختيار الشاروني ليكون مشرفًا على صفحة الأطفال، وذلك إلى جوار عمله بوزارة الثقافة، وفي الفترة ما بين عام 1984 إلى 1991 تم اختياره ليصبح رئيسًا للمركز القومي لثقافة الطفل بوزارة الثقافة المصرية بدرجة وكيل وزارة.

اقرأ أيضًا: أمين معلوف.. رحلة نجاح من الأدب العربي إلى الأكاديمية الفرنسي

الجوائز التي حصدها يعقوب الشاروني:

  • في عام 2001م، حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة سوزان مبارك لأدب الأطفال في مجال التأليف عن كتابه (أجمل الحكايات الشعبية) والتي تسلمها من سيدة مصر الأولى في ذلك الوقت السيدة سوزان مبارك.
الجوائز التي حصدها يعقوب الشاروني

الجوائز التي حصدها يعقوب الشاروني

  • في عام 2002 م، فاز نفس الكتاب بجائزة (الآفاق الجديدة) من معرض بولونيا الدولي لكتب الأطفال في إيطاليا، وهي جائزة نادرة حيث يتم منحها لكتاب واحد فقط على مستوى قارات آسيا وأمريكا الجنوبية وأفريقيا وأستراليا، وهي واحدة من أهم جائزتين يمنحهما المعرض سنويًّا على مستوى العالم.

في ختام رحيل الأديب يعقوب الشاروني، نجد أن رحيله ترك فراغًا كبيرًا في عالم أدب الأطفال والثقافة، فقد كان له دور بارز في تطوير هذا المجال على مدى عقود، لكن  يبقى إرثه الأدبي حيًّا، وذكراه خالدة في قلوب القراء الصغار والكبار.

اقرأ أيضًا: أحمد رجب.. 9 سنوات على رحيل الكاتب الساخر

كتبت: سحر علي.