أصبحت العلاقات التوكسيك واحدة من أبرز المشكلات العصرية التي تمس الجانب النفسي والمعنوي للفرد، الذي يجعله عرضة للإصابة بتأثيرات سلبية على صحته الجسدية والنفسية، فهي تمثل نمطًا من نوعية العلاقات التي تيسير نحو اتجاه مؤذٍ لصاحبه، وتبرز في شكل العلاقات القائمة على التلاعب العاطفي، عدم الاحترام، وأيضًا قلة انضباط النفس، وهذا ما كشفته الأبحاث العلمية بأن هذا النوع من العلاقات سوف يعزز من دخول الفرد إلى حالة الكبت النفسي التي توصل إلى العزلة والاكتئاب، مما يستدعي ضرورة التعامل معها بفعالية، وسنكشف لكم أبعاد تأثيرات هذا الموضوع مع وضع حلول علمية لها، تابعونا.

معنى العلاقات التوكسيك:

العلاقات التوكسيك (Toxic relationships) ترتكز في كونها علاقات عاطفية تؤدي إلى نتائج سلبية تؤثر على الصحة النفسية والجسدية للأفراد الذين يشكلون طرفًا رئيسيًا فيها، تعتبر هذه العلاقات مؤذية نظرًا لوجود سلوكيات مثل التلاعب العاطفي، زرع الشك في النفس، التنمر، وغيرها.

معنى العلاقات التوكسيك

معنى العلاقات التوكسيك

نتيجة لهذه التصرفات، تنشأ مشاعر مكبوتة داخل الفرد، حيث يعيش حالة من المشاعر المتضاربة مثل: الخوف، العزلة، واحتقار الذات، وقد أكدت الأبحاث الطبية الحديثة أن هذه الحالة تتطلب وعيًا عميقًا واتباع وسائل داعمة للخروج منها بسلاسة.

اقرأ أيضًا: إليك 9 مواصفات تدل على الرجل التوكسيك

أنواع العلاقات التوكسيك:

تتعدد أنواع العلاقات التوكسيك التي تختلف بشكل كبير في طبيعتها الفكرية والسلوكية، حيث يتميز كل نوع بسمات وتأثيرات تؤثر بشكل رئيسي على الأفراد المتضررين. وهذه العلاقات تعتمد على بعض الشخصيات التي يمكن تصنيفها كما يلي:

  • الشخصية المسيطرة:

هذه الشخصية لا يكون غايتها غير السيطرة والتحكم في كل الأمور دون خروجها عن مواضعها، فهم من أسوء الشخصيات التي تقتضي خضوع الفرد لها والسيطرة على قراراتها ما يؤدي إلى شعور خالي من الراحة والاحتقار.

  • الشخصية النرجسية:

تلعب هذه الشخصية دورًا مؤذيًا وممنجهًا بتكنيك يحض على التلاعب النفسي الذي يتركز على العاطفة، التي يستخدمها كوسيلة ضاغطة للطرف الآخر بنية الطاعة والسير وراءه دون إبداء أية معارضة.

أنواع العلاقات التوكسيك

أنواع العلاقات التوكسيك

  • الشخصية الاستغلالية:

يرتكز هذا النوع على استخدام أسلوب الاستغلال بالإكراه دون تقديم أي دعم للطرف الآخر، سواء من الناحية المعنوية أو العاطفية، مما يجعله واحدًا من أكثر الأساليب انتشارًا وأشدها ضررًا على المشاعر واستنزافًا للطاقة، بالإضافة إلى ضعف الثقة.

  • الشخصية الناقدة:

يلعب الشخص السام دائمًا دور الناقد العارف بكل شيء، وهذا يقتصر دوره في توجيه الانتقادات اللاذعة دون داعٍ لذلك، بهدف شعور الطرف الآخر بمشاعر سلبية من نوعية احتقار الذات وقلة الثقة، مما يجعله في حالة مبعثرة.

مواصفات العلاقة التوكسيك:

تتجلى مواصفات العلاقة التوكسيك بوضوح في نمط معين من السلوكيات الظاهرة في التفاعل بين الأطراف، وتكون هذه العلاقات غير صحية تمامًا، حيث يقع الضرر الأكبر على الأطراف المتأثرة، وتتمثل هذه المواصفات في ما يلي:

  • فرض السيطرة الشخصية على الأفكار والقرارات والتصرفات اليومية.
  • غياب الاحترام مع التقليل من المشاعر والطموحات.
  • تفاعل يتسم بالغضب المستمر والشعور بالذنب.

مراحل التعافي من العلاقات التوكسيك:

تتطلب مراحل التعافي من العلاقات التوكسيك سلسلة من الاستراتيجيات الضرورية التي سوف يُبنى عليها استعادة الصحة النفسية، وتتضمن هذه المراحل ما يلي:

  • الوعي:

تشكل هذه المرحلة أهم المراحل التي يحدث فيها إدراك الفرد بشكل واعي عن وجود علاقة توكسيك في حياته، الذي يتبع معه تطوير الذات وإعادة الثقة بها حيال تغيير منظور الإنسان انطباعه عن نفسه.

  • الانفصال:

تأتي مرحلة الانفصال بشكل متوالي بعد الوعي الذي يتشكل في حدوث انفصالًا يكاد يكون كليًا أو جزئيًا من الناحية العاطفية أو ربما الجسدية، التي تتيح للفرد تجنب مثل هذه العلاقات أو البيئات العائدة عليه بالضرر، مما يعزز من الشفاء النفسي له.

  • التعافي:

يروج الفرد نفسه في هذه المرحلة على الشفاء النفسي خلال تلقي الدعم من المحبين لديه، فقد أثبت علميًا أن أحاديث الأقربين والمحبين يُحدث فارقًا جوهريًا في تعافي الفرد من هذه التجربة.

مراحل التعافي من العلاقات التوكسيك

مراحل التعافي من العلاقات التوكسيك

كيفية التعامل مع العلاقات السامة؟

يقتضي التعامل مع العلاقات السامة درجة من الوعي والحذر الذي ينبغي أن يكونا كافيين بشكل كبير، إذ أنها من الخطوات الأولى في تحديد نوعية الشخص الذي تتعامل معه الذي يظهر خلال سلوكياته وأفكاره، وحتى تحمي نفسك من أذى هؤلاء الأشخاص عليك فعل التالي:

  • من الضروري وضع حدود صارمة في التعاملات معهم بشكل حذر وبهدوء.
  • المصارحة بشكل دائم حول أفكارك ومشاعرك، مع توضيح مدى الأذى الواقع عليك من جانبهم في الوقت نفسه التوفيق في اختيار الزمن الصحيح دون تأخر.
  • إذا ظلت هذه السلوكيات مستمرة ينبغي الانفصال فوريًا عنه مع تجاهله الذي يزعجهم كثيرًا.
  • لا تبحث عن الانتقام من هذا الطرف؛ لأن هذا سيؤثر على طريقة تفكيرك ويعطل مسار حياتك.
  • الجلوس مع وسط محبب فيه للحفاظ على الصحة العامة.
  • ركز على نفسك وأعطيها الاهتمام اللازم، وتعلم كيفية استعادة تقديرك لها عبر بناء علاقات أكثر صحية.

أسئلة شائعة:

كيف أعالج نفسي من علاقة سامة؟

يتعين عليك تقييم العلاقة من خلال معرفة الأسباب والخلل الذي أوصلك لتلك الحالة، مع العمل على الاستعانة بالحلول العلمية من خلال اتخاذ قرار الابتعاد عن هذا الوسط السام الذي يكون أول خطوة للتعافي.

هل من الممكن علاج العلاقة السامة؟

يلزم إدراك طرق التعامل المناسبة مع هذه العلاقات خلال تحصين نفسك وتعزيز مشاعر الحب والإيجابية بها حتى تقوي صلابتك النفسية دون أن تتزعزع من أي طرف.

اقرأ أيضًا: فن التعامل مع الشخص العصبي.. كيفية احتواء غضبه بسهولة؟

كتبت: جهاد محمد.