إذا كانت تلازمك حالة من التشتت والانعزال عن الواقع، فأنت في الغالب لديك متلازمة الفصام الذهني، التي تعتبر من أبرز الأمراض المزمنة التي يضج بها عصرنا الحالي بشكل لا يعقل، وهذا نتيجة مسببات وتبعيات باتت من الضرورات الملحة التي يلزم معرفتها، ولأن معرفة جذر العرض وماهيته من الطرق الموصلة للعلاج، فسوف نحدثكم بشكل تفصيلي عن هذه الحالة وفقًا لآخر تحديثات العلم، تابعونا.

ما الفصام الذهني؟

الفصام الذهني (الشيزوفرينيا) حالة نفسية متفاقمة لها دور مؤثر في طريقة تفكير الإنسان المعبرة عن سلوكياته، مما ينشئ عنه تصرفات مريبة وغير مألوفة ترتكز في الإدراك والشعور بشكل معقد للغاية، وهذا يؤدي إلى إضفاء شعلة رغبة الإنسان للانعزال عن الواقع والشعور بالتشتت وفقدان التركيز.

ما الفصام الذهني؟

ما الفصام الذهني؟

ولعل هذا يرجع إلى دراسة العلماء لهذه الحالة لعقود طويلة رصدت أولى أعراضها التي كانت بمحض اكتشاف غريب الأطوار في العصور القديمة، وقد أطلق عليها أكثر من لقب بدايةً من الجنون مرورًا إلى مفهوم الفصام من جانب العالم النفسي (إميل كرابلين)، ولكن لم يتوقف العلم عند هذا الحد بل شهد تطورات استراتيجية في تشخيص تلك الحالة على نحوً دقيق وفعال.

اقرأ أيضًا: الفصام.. ماذا يجب أن تعرف عن هذا الاضطراب النفسي المعقد؟

أسباب الفصام الذهني:

إن أكثر ما يدعو للاندهاش حقًا لهذه المتلازمة أنها تجعل الإنسان يتعايش مع اضطرابات حادة تستقطب مسار مشاعره وأحاسيسه بفضل وجود أسباب جذرية لها صلة بهذه الحالة وتدهورها، وهذا ما كشفه العلماء حديثًا عبر دراساتهم العلمية فيما يلي:

  • يرتبط تطور المرض بدايةً من العوامل البيئية والوراثية بصفتها عناصر رئيسية بنسبة 40%.
  • لها صلة بالضغوطات النفسية التي تدعو إلى التوتر والقلق بشكل مفرط.
  • حدوث طفرات جينية خلال حمل المرأة بالجنين، بفضل استنشاق مواد كيميائية أو التدخين.
  • التعرض لتجارب صادمة أو مواقف حزينة أثرت في مسار الإنسان العقلي الرافض للنتيجة الحتمية.

أعراض الفصام الذهني:

يقتضي تشكيل أعراض هذه الحالة بناءً على المسببات؛ لأن هذا يُحدث فرقًا كبيرًا في الوصول إلى العلاج المناسب، ولكن هذه الأعراض تقتصر في نوعين من أشد الأنواع المصنفة علميًا وطبيًا، وهما:

  • الأعراض الإيجابية:

تشير الأعراض الإيجابية في هذه الحالة بأنها تضيف أعراضا غير طبيعية عبر سلوكيات وردود فعل الإنسان حيال المواقف والتجارب المعرض لها، التي تشمل الهلاوس المنحصرة في رؤية أو سماع أصوات غير حقيقية، أو تُختزل في الأوهام المعبرة عن معتقدات مغلوطة وغير عقلانية من قبيل تآمر الآخرين ضده وما شابه ذلك.

أعراض الفصام الذهني

أعراض الفصام الذهني

  • الأعراض السلبية:

الأعراض السلبية في هذه الحالة تعبر عن فقدان جزء وظيفي متأصل في قدرات وعواطف الإنسان الطبيعية، التي تتضمن فقدان الشغف تجاه فعل الأشياء والأنشطة اليومية، أو تتشكل في برود المشاعر التي تظهر من خلال انعدام التفاعل الإجتماعي.

تشخيص الفصام الذهني:

يلعب تشخيص الفصام الذهاني دورًا حافزًا في تحديد ماهية الاضطراب ومكان تمركزه سواء كان جسديًا أو عاطفيًا، وهذا يتم عبر التشخيص المسمى بالتقييم الذي يبدأ من الناحية الجسدية أولًا ومن ثم الحالة العاطفية، وهذه الإجراءات تسير على النحول التالي:

  • التقييم الجسدي: يقوم فيها الطبيب بتقييم صحة الجسم العامة خلال إجراء فحوصات دم واختبارات تستقطب الحالة الصحية لأعضاء الجسم، عقب فحص تاريخ العائلة طبيًا للكشف عن الجينات الوراثية مع التأكد عدم تداخلها بالحالة العاطفية للفرد.
  • التقييم النفسي: يلزم إجراؤه بعد التقييم الجسدي الذي يركز على عواطف المرء وآلية سيرها بشكل طبيعي، ويتم الكشف عن ذلك حيال إجراء مقابلة مع المريض حتى يقوم بالإفصاح عن تجاربه النفسية، واستخدام أدوات طبية للتقييم في النهاية حتى تحدد شدة الأعراض.

علاج الفصام الذهني:

يقتضي الوعي بأهمية علاج الفصام الذهاني التي تعد من الحالات المرضية الأكثر شيوعًا، ويجب العمل على الحد منها خاصةً بعد انتشارها في الخفاء بين أفراد الجيل الحالي الذي بالكاد لا يعرف أنه مصاب بهذه المتلازمة، التي تم إيجاد طرق علاجية فعالة لها مؤخرًا مثلما سنستعرض معكم على النحو التالي:

  • العلاج الدوائي:

يتركز على تناول العقاقير والأدوية المثبطة للذهان التي تقلل الأعراض الإيجابية من قبيل الهلاوس والأوهام، وهذه العقاقير من بينها أدوية (الكلوزابين) و(الهيبريدين) وهما من الأدوية التقليدية الدارجة، بينما من الأدوية الحديثة دواء (الريسبيريدون) و (الأريبيبزاول) التي لها فعالية أكبر في تخفيف الآثار الجانبية، ولكن لا تتناول إلا بوصفة طبيبة حتى تضمن فعالية جودة الحياة للإنسان.

علاج الفصام الذهني

علاج الفصام الذهني

  • العلاج النفسي:

برغم أهمية العلاج الدوائي لمرضى هذه الحالة يبقى العلاج النفسي من الضرورات الملحة التي يكتمل بها تعافي المريض منها، التي تشمل نوعيات متعددة من العلاج أهمها العلاج السلوكي المعرفي الذي يساعد في فهم وإدراك السلوكيات والأفكار، وأيضًا الدعم الأسري المشجع لتعافي المريض.

ونؤكد لكم ختام حديثنا إن التعامل مع الفصام الذهني يستدعي عدم النظر إليه بمحض وصمة عار في المجتمع؛ لأن هذا المعتقد يثير من انتشار المرض لدى المريض مما يؤدي إلى تدهور حالته إلى ما هو أكثر خطورة، فعلينا الوعي الشامل به للتعامل معه على نحوً أفضل.

اقرأ أيضًا: الانفصام العقلي.. كيف نواجه الفجوة بين الوهم والواقع؟

كتبت: جهاد محمد.