ويجمعنا القدر الفصل الخامس

ويجمعنا القدر، وللقدر رأي آخر

قصة رومانسية اجتماعية

عادت آية إلى منزلها.

في غرفة آية على سريرها، بدأت تفكر آية فيما حدث.

وتسأل نفسها هل هي تحب خالد أم مجرد زواج مدبر لشخص يجمع الشهادة والوظيفة التي تحلم بها، الوسيلة التي من خلالها تحقق حلمها بإدخال أبنائها المستقبلين أفضل وأرقى المدارس والجامعات؟

ظلت مستغرقة في التفكير إلى أن وقع المشط من يدها وهي تسرح شعرها الأسود الناعم الطويل، فانتبهت لوجود والدتها بجانبها.

آية: ماما! دخلتي امتى؟

الحاجة خديجة: من ربع ساعة تقريبًا، دخلت لاقيتك في عالم غير العالم، مالك يا حبيبتي، ملاحظة اليومين دول بتسرحي كتير، وأكلتك قلت فين آية اللي كانت ممكن تأكل ديك رومي لوحدها.

ضحكت آية.

آية: ده أنا برضو ولا الواد حسين؟

الحاجة خديجة : أيوة اضحكي كده أنا بهزر معاكي، ده حسين ياكلنا كلنا لو طال بس هو بيتعب برضو، كلية الهندسة صعبة أوي.

آية : أه دافعي عنه دافعي ما هو حبيب القلب، المدلع.

الحاجة خديجة: اخس عليكي يا آية، إنتي عارفة إني بحبكم كلكم زي بعض وعمري ما فرقت بين ولد وبنت متاخدنيش في دوكة وقوليلي مالك، خالد مزعلك، اتخنقتوا مع بعض؟

آية: مفيش حاجة يا حبيبتي، متخنقناش ولا حاجة، أنا كويسة متقلقيش عليا.

اقتربت آية من والدتها وقَبَّلت يدها واحتضنتها.

وبعد ذلك قامت الحاجة خديجة من على السرير وقالت:

الحاجة خديجة: أنا عارفة إني مش هاخد منك حق ولا باطل عاملة زي خالتك كريمة كتومة ومبتحبيش ترمي همك على حد، معرفش مطلعتيش زيي ليه، كنت أروح أحكي لأمي كل حاجة وأعيط على حجرها.

اقرأ أيضًا: ويجمعنا القدر الفصل السابع

 

***************************************

 

 في منزل الحاج رضا فرغلي، على مائدة العشاء.

 

يوسف: كنت حابب أقولكم على حاجة.

الحاجة كريمة: قول يا حبيبي، بس خد الأول حتة البطة دي.

أحمد: اشمعنى إديتيله حتة كبيرة وأنا حتة صغيرة.

الحاجة كريمة: أخوك شقيان طول اليوم في الشغل.

أحمد: طيب ما أنا طول اليوم بذاكر وثانوية عامة كمان المفروض أتغذى.

يوسف: خد الحتة بتاعتي متزعلش.

أحمد: لا يا غالي أنا بحب أشاكس أمك ما إنت عارف.

الحاج رضا: خير يا ابني، كنت عايز تقول إيه؟

يوسف: كنت عايز أقول إني إني…

الحاج رضا: أه عايز تقول إيه؟

يوسف: إني مقدم على فيزة إيطاليا.

الحاجة كريمة: إيه! فيزة إيطاليا، ليه؟ هتهاجر؟

يوسف: كام سنة بس وهرجع تاني.

الحاجة كريمة: كام سنة! والعمر فيه كام سنة؟ أنا وأبوك بنكبر وعايزين اللي ياخد باله مننا.

يوسف: ربنا يبارك في عمركم ويديكم طولة العمر، والبركة في أحمد هو وعدني إنه هياخد باله منكم في غيابي.

ضربت الحاجة كريمة بيدها على كتف أحمد.

الحاجة كريمة: وإنت كنت عارف ومخبي علينا!

أحمد: هو قالي مقلش لحد.

الحاج رضا: يعني مجهز كل حاجة ومش مستني رأينا في حاجة.

يوسف: لا يا حاج مقصدش كده، بس كنت عارف إنكم مش هترضوا على طول، سامحني يا حاج.

الحاج رضا: ربنا معاك يا ابني ويصلح حالك مطرح متروح.

الحاجة كريمة: إنت موافق يا حاج على اللي هيعمله، أنا بقى مش موافقة، أنا عايزة ابني جنبي.

الحاج رضا: خلاص هو مقرر سيبيه يجرب ويختار حياته، ويتحمل نتيجة اختياراته.

 

***************************************

في اليوم التالي، بعد المدرسة.

 

شعرت آية بنفس الألم.

روان: نفس المغص برضو؟

آية : آه، وكل مرة بيبقى أشد.

روان: إنتي لازم تكشفي يا آية، مينفعش كده.

آية : مش عايزة أكشف، سيبني في اللي أنا فيه.

روان : بتفكري في خالد ويارا؟

آية : مش مرتاحة ليهم.

روان : إنتي محبتيش خالد يا آية صح.

آية : وده إيه علاقته، أنا أهم حاجة عندي كرامتي
أتصل به؟ ولا معبرهوش؟

روان: هتقوليله إيه؟

آية: أي حاجة، المهم أعرف بيعمل إيه دلوقتي.

روان: خلاص اتصلي.

اتصلت آية بخالد، كان يجلس خالد في ذلك الوقت مع يارا في مكان على النيل، جاء الجرسون ليقدم المشروبات ولكن بسبب شجار زوج وزوجة، اصطدم الزوج بالجرسون فوضع العصير والقهوة بطريقة عشوائية، فاندلق العصير على المنضدة وعند سحب يده للخلف أوقع هاتف خالد من دون قصد، ففتح الهاتف وسمعت:

آية: ألو.

الجرسون: أنا آسف يا فندم، حالًا يا فندم هنضف الطرابيزة.

يارا: حصل خير يا خالد.

خالد: البنطلون اتبهدل، كان لازم الاتنين دول يتخانقوا وإحنا هنا.

سمعت آية كل شيء.

روان : مالك يا آية، وشك مخطوف ليه كده، مبيردش، تلاقيه مشغول.

آية: هو فعلًا مشغول.

التقط خالد هاتفه، ووجد مكالمة آية.

خالد: ألو.

أغلقت آية المكالمة.

خالد: دي آية، اتصلت والموبايل اتفتح وسمعت كل حاجة.

يارا: خلاص عادي، كويس علشان تقولها كل حاجة.

خالد: وافرض موافقتش.

يارا: هتوافق، اسمع مني هتوافق.

يتبع…….

اقرأ أيضًا: ويجمعنا القدر الفصل الثامن

كتبت: شروق كمال مدبولي.

غلاف: مروة عبد الستار.