منذ أيام قليلة تم إحياء حفلات من الزمن الجميل، فيها أغاني أفلام السينما المصرية على مدار ٢٥ عامًا، والذي ميز هذه الحفلات حقًا هو حدوثها في قصر يعد تحفة فنية تاريخية نادرة، وهو أهم وأشهر القصور التي شيدت خلال حكم أسرة محمد علي باشا لمصر، جوهرة القصور الملكية، قصر يحتوي على 500 غرفة إنه قصر عابدين، وفيما يلي سوف نأخذكم في رحلة إليه كي نكتشفه معاً:

  • نبذة عن “قصر عابدين” وأين يقع؟
  • قصة إنشاء “قصر عابدين “.
  • محتويات القصر المكون من 500 غرفة.
  • أحداث تاريخية مهمة شهدها القصر.

نبذة عن “قصر عابدين” وأين يقع؟

  • قصر عابدين هو مقر رئاسي يقع في شارع قصر النيل في الجزء الشرقي من وسط مدينة القاهرة، يعد قصر عابدين من أهم وأشهر القصور التي شيدت خلال حكم أسرة محمد علي باشا لمصر فهو بحق “جوهرة المتاحف الملكية” في مصر وجوهرة القرن التاسع عشر.
  • يقع قصر عابدين على بعد أمتار من محطة مترو محمد نجيب، أقيم على مساحة 15 فداناً، وتبلغ مساحة حديقته 19 فداناً، بالرغم من وجود هذا القصر الراقي وسط مبانٍ شعبية في منطقة عابدين التي تعتبر واحدة من المناطق الشعبية في القاهرة، إلا أن هذا لم يؤثر على هيبة هذا القصر، حيث إنها منطقة آمنة بشكل جيد.
قصر عابدين

قصر عابدين

قصة إنشاء “قصر عابدين”:

أول ما يخطر في بال أي شخص، أن قصر عابدين خاص بالعائلة المالكة إلا أن الحقيقة غير ذلك تمامًا، فهو لم يكن ملكًا للعائلة المالكة، بل كان ملكاً لـ “عابدين بك“، وهو أحد القادة العسكريين في عهد محمد علي ‏باشا، والذي كان يمتلك قصرًا صغيرًا مكان القصر الحالي، وعند وفاته اشتراه “الخديوي إسماعيل” من أرملته عام ١٨٦٣م، وقرر هدمه وتشييد القصر الحالي؛ ليكون مقرًا حكوميًا جديدًا ويحل محل قلعة القاهرة، والتي كانت مقرًا للحكومة المصرية منذ العصور الوسطى، وهذا هو السر في تسميته بقصر عابدين.

وتعتبر عائلة “عابدين” من أشهر العائلات المصرية، والتي ترجع أصولها للعاصمة السورية دمشق، وترجع شهرة العائلة لـ “عابدين بك” من القادة العسكريين في عهد محمد علي باشا.

قصر عابدين

قصر عابدين

صمم هذا القصر المهندس المعماري الفرنسي “ليون روسو”، والذي بدأ بناؤه في عام 1863م وانتهى منه في عام 1873م.

عند البدء في بناء “قصر عابدين” تم ردم عدة برك كانت موجودة وتم تسويتها بالأرض، كما تم شراء عدة مبانٍ ملاصقة للقصر وأُزيلَت، وخلال السنوات اللاحقة دأب “الخديوي إسماعيل” لعدة سنوات على شراء الأملاك المجاورة حتى وصلت مساحة الأرض إلى 25 فدانًا تقريبًا كما ورد في حجة ملكية القصر.

اقرأ أيضًا: أشهر المساجد والمتاحف في القاهرة

قصر عابدين

قصر عابدين

جولة داخل “قصر عابدين” القصر المكون من 500 غرفة:

  • القصر أقرب لمدينة كاملة وليس مجرد مبنى، فهو يحتوي على 500 غرفة، و5 قاعات كبرى للاحتفالات تتضمن كل منها 100 قطعة من روائع الفن العالمي، كما يحتوى على قاعات وصالونات، ومسرح يضم مئات الكراسي المذهبة، وفيه أماكن معزولة بالستائر خاصة بالسيدات يطلق عليها “الحرملك” والسبب في التسمية أنها منطقة محرمة على الرجال الغرباء.
قصر عابدين

قصر عابدين

  • يحتوى القصر على مجموعة من القاعات والصالونات التي تتميز بألوان جدرانها البيضاء والحمراء والخضراء، وكانت تستخدم تلك الصالونات؛ لاستقبال الوفود الرسمية خلال زيارتها لدولة مصر، بالإضافة إلى مكتبة القصر التي تحتوي على ما يقارب 55 ألف كتاب، والمسرح الذي يتكون من عدة كراس، لكن في الوقت الحالي يستخدم هذا المسرح للعروض المسرحية والتي تُعرض لزوار القصر.

اقرأ أيضًا: إليك.. أبرز القصور التاريخية في مصر

قصر عابدين

قصر عابدين

  • ويوجد بداخل ذلك القصر أجنحة متعددة منها الجناح البلجيكي الذي صُمم؛ لإقامة ضيوف دولة مصر المُهمين وسمي هذا الجناح بذلك؛ نسبةً إلى ملك بلجيكا الذي كان الشخص الأول الذي أقام فيه، والذي يضم سريرا يحتوي على العديد من الزخارف والرسومات اليدوية؛ لذلك يُعد تحفة نادرة.
  • يضم قصر عابدين العديد من المتاحف التي تعد غاية في الثراء التاريخي؛ ويعود السبب في ذلك إلى أن أبناء وأحفاد الخديوي الذين حكموا دولة مصر قاموا بوضع لمساتهم وعمل بعض من الإضافات على القصر وما يحتويه؛ لتناسب كل عصر.
  • من هذه المتاحف متحف النياشين والأوسمة، ومتحف الفضيات، والمتحف الحربي، الذي يضم بضع قاعات تحتوي على مجموعات نادرة من الأسلحة، كما يوجد أيضًا متحف الوثائق التاريخية الذي يحتوي على مجموعة كبيرة من الوثائق النادرة التي تحكي قصة تطور مصر تاريخياً منذ تولي محمد علي باشا الحكم في عام 1805م حتى نهاية حكم فاروق الأول في عام 1952م.
قصر عابدين

قصر عابدين

اقرأ أيضًا: قصر البارون..ما بين الحقيقة والأساطير

الأحداث التاريخية المهمة التي شهدها القصر:

شهد القصر الكثير من الأحداث التي ساهمت في قيام مصر كدولة مستقلة، وكان هذا القصر منذ إنشائه عام 1872م حتى ثورة 1952م شاهدًا على 80 عامًا من الأحداث الاجتماعية والسياسية الحافلة منها:

  • وقوف ضباط الجيش المصري في الساحة الخاصة بالقصر؛ احتجاجا على أوضاع الجيش المصري خاصة بعد صدور عدد من القوانين التى أُصدرت في ذلك الوقت بعزل القادة المصريين وتعيين قادة من الأتراك والشراكسة بدلا منهم وغيرها عام ١٨٨١م، وظلت رواية وقوف الزعيم “أحمد عرابي” أمام “الخديوي توفيق” وجملته الشهيرة: “لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا أو عقارا” ثابتة في أذهاننا لفترة.
  • يعد اليوم الرابع من فبراير عام 1942م في تاريخ قصر عابدين يوم لا ينسى حيث جاء الاحتلال البريطاني بدباباته وجنوده وحاصروا القصر، ودخل السفير الإنجليزي “لامبسون” مع قائد القوات البريطانية في مصر الجنرال “ستون” إلى غرفة “الملك فاروق” يحملون معهم وثيقة التنازل عن العرش التي أعدها “والتر مونكتون” الرجل الذي أعد وثيقة تنازل “إدوارد السابع” عن العرش، ويطلبون منه التوقيع الفوري أو تعيين “مصطفى باشا النحاس” رئيسًا للحكومة الوفدية الجديدة وهو الأمر الذي أشعر المصريين بالمهانة خاصة مع قبول “الملك فاروق” تعيين “النحاس باشا” عنوة ونزولًا على رغبة الإنجليز بالرغم من الحب والشعبية الجارفة التي كان يتمتع بها “النحاس” في ذلك الوقت.
قصر عابدين

قصر عابدين

  • كان قصر عابدين مقراً للحكم في عهد جمال عبدالناصر ومحمد أنور السادات، ثم قام الرئيس المخلوع حسني مبارك بنقل مقر الحكم لقصر الاتحادية بمصر الجديدة.

يعد قصر عابدين تحفة ‏تاريخية نادرة تستحق الزيارة والتأمل في الفخامة التي شيد بها القصر والأحداث ‏المهمة التي شهدها.

اقرأ أيضًا: قصر السكاكيني.. تحفة إيطالية على الأراضي المصرية