طبقت السيدة زبيدة عبدالعال حكمة “اطلب العلم ولا تكسل، فما أبعد أهل الخير عن أهل الكسل”.

فقامت بالانضمام إلى مبادرة (لا أمية مع تكافل) غير مهتمة لكلام أحد، كما أنها لم تعتبر عمرها عائق أمامها، ولكن كل حلمها أن تحصل على الشهادة والذهاب إلى المدرسة، والجلوس في الفصل إيماناً منها بأهمية العلم والتعليم.

وأن العلم عز للإنسان ولكن لم يوافق والدها ورفض تعليمها، لأنه كان لا يعترف بتعليم الإناث وبالفعل بعد انضمامها للمبادرة ذهبت لتجلس في فصل من فصول التعليم وجلست على مقعد، ورفضت أن تتعلم في منزلها لكبر سنها، فهيا بنا سريعاً نتعرف على هذه الجدة العظيمة.

السيدة زبيدة عبدالعال

السيدة زبيدة عبدالعال

من هي السيدة زبيدة عبدالعال؟

هي سيدة من محافظة المنوفية مركز شبين الكوم قرية دكما، تدعى السيدة زبيدة عبدالعال علي الصعيدي وتبلغ من العمر ٨٧ عام.

السيدة زبيدة عبدالعال

السيدة زبيدة عبدالعال

فهي أم لثمانية أبناء وجدة لثلاثة عشر حفيدا، وقامت بتعليم أبنائها جميعاً حتى لا يكونوا مثلها، بل حرصت على تعليم شقيقاتها بعد موت والدها ووقفت بجانبهم، لكي يتعلموا حتى لا يلقوا نفس مصيرها.

ما هو سبب إصرارها على التعليم في هذا العمر؟

كان والدها لا يهتم بتعليم الإناث، وقام بتزويجها في الثامنة عشر من عمرها، فانشغلت بالحياة الزوجية والإنجاب.

تكريم السيدة زبيدة من محافظ المنوفية

تكريم السيدة زبيدة من محافظ المنوفية

ومع ذلك عندما وصل أبنائها لمرحلة التعليم أصرت على تعليمهم جميعاً، دون تفرقة بين ذكر أو أنثى، حيث كانت تذهب معهم إلى المدرسة وتشتري بعض الأشياء البسيطة، وتبيعها أمام المدرسة، كي يظل أبنائها أمام أعينها دوماً، وحرصاً منها على التزامهم بالدراسة وكانت في بعض الأوقات تحاول تقليدهم أثناء كتابة الواجبات المدرسية.

اقرأ أيضا: غانم المفتاح بؤرة الإصرار والتفاؤل 2022

تعريف مبادرة لا أمية مع تكافل:

هي مبادرة تحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعي بالاشتراك مع الهيئة العامة لتعليم الكبار للعمل على محو أمية التعليم.

تستهدف هذه المبادرة المستفيدين من برنامج تكافل وكرامة، يكلف بها حملة المؤهلات من مستفيدي تكافل وذلك، حرصاً من الحكومة على زيادة دخل المكلفين، وأيضاً مكلفات الخدمة العامة.

تستهدف أيضاً هذه المبادرة جميع المسجلين وغير المسجلين على قاعدة البيانات، بداية بمن يتجاوز ال١٦ عاماً بمختلف القرى والنجوع مهما كانت المسافة.

الأفراد المنضمين للمبادرة هم من يقومون بتحديد المكان والموعد المناسب له.

اشتياقها للتعليم:

ظهر هذا الاشتياق عندما عرضت إحدى المكلفات على السيدة زبيدة عبدالعال أن تعلمها القراءة والكتابة من خلال هذه المبادرة، فوافقت فوراً دون تردد بسبب إنها كان لديها حماس منذ عشرات السنين وجاء الوقت لتحقيق حلمها.

كما أنها أصرت على الذهاب إلى الفصل والتعلم فيه، وقالت “كان حلمي أن أجلس على مقعد الطلاب فى الفصل واتعلم معهم”.

السيدة زبيدة عبدالعال

السيدة زبيدة عبدالعال

وفي النهاية يجب علينا تشجيع من لا يستطيعون القراءة والكتابة بالانضمام إلى هذه المبادرة، وتشجيعهم وعدم التقليل من شأن أحد يريد الانضمام والتعلم.

فعلينا أن نأخذ السيدة زبيدة عبدالعال قدوة ومثال يلهمنا جميعاً في أن السن ليس عائقا للتعليم.

سيدتي الجميلة حقا وصدقا لكِ منا كل الاحترام والتقدير على إصرارك الرائع وحماسك الملهم.

اقرأ أيضا: “متبطلش تحلم”.. رسالة المصور أسامه زيتون لكل شاب مصري

كتبت: مروة حربي.