خالد بن الوليد.. القائد الذي حطم الأساطير وصنع التاريخ

خالد بن الوليد

خالد بن الوليد

في عالم القيادة والشجاعة، تبرز شخصيات تاريخية تبهرنا بإرثها اللامتناهي، ومن بين هؤلاء الأبطال، يتلألأ اسم خالد بن الوليد كنجم لامع في سماء التاريخ الإسلامي. يعتبر (سيف الله المسلول) كما أطلق عليه رمزًا للشجاعة والحكمة العسكرية، وفي هذا اليوم المميز، يحين لنا أن نستحضر ذكرى وفاته، ففي يوم 18 رمضان ودعنا هذا البطل العظيم، الذي قاد جيوش الإسلام إلى الانتصار وبنى لنا إرثًا يلهم الأجيال.

ماذا تعرف عن خالد بن الوليد؟

  • هو أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي، صحابي جليل، وقائد عسكري مسلم، أبوه الوليد بن المغيرة سيد قريش في زمنه، وأمه لبابة بنت الحارث أخت ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين.
  • لقّبه الرسول عليه الصلاة والسلام بـ (سيف الله المسلول)، كان معروفًا بعبقريته الحربية، وتخطيطه العسكري وبراعته في قيادة جيوش المسلمين، جاء النصر على يديه في عدة حروب هامة للمسلمين مثل حروب الردة، وفتح العراق والشام، في عهد خليفتي الرسول أبي بكر الصديق، والفاروق عمر بن الخطاب.
  • في خلال عدة سنوات، منذ عام 632م حتى عام 636م، أصبح خالد بن الوليد أحد قادة الجيوش القلائل في التاريخ الذين لم يهزموا في معركة طوال حياتهم، بالرغم من أنه خاض أكثر من مائة معركة أمام قوات وجيوش متفوقة عدديًا من الإمبراطورية الرومانية البيزنطية، والإمبراطورية الساسانية الفارسية، وحلفائهم، بالإضافة إلى الحروب مع بعض القبائل العربية الأخرى.
  • أسلم خالد بن الوليد -رضي الله عنه- في العام الثامن الهجري بعد صلح الحديبية، وشهد غزوة مؤتة حيث قاتل فيها بشجاعة وبسالة، وانتهت إليه الإمارة يومئذٍ من غير إمرة، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واصفًا ذلك اليوم: “أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب، ثم أخذها سيف من سيوف الله، ففتح الله على يديه”، ومن ذلك اليوم سُمي (سيف الله المسلول).

اقرأ أيضًا: خالد بن الوليد .. موطد سلطة الخلافة الراشدة

ماذا تعرف عن خالد بن الوليد؟
  • شهد خالد بن الوليد غزوة خيبر، وغزوة حنين، وفتح مكة وأبلى في كل منهم بلاءً حسنًا كعادته.
  • بعثه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى العُزَّى، وهو صنم كبير كانت تعبده قبيلة هوازن، فكسر قمته أولًا ثم حطمها وبعثرها، وهو يقول: “يا عزى كفرانك لا سبحانك، إني رأيت الله قد أهانك”، ثم حرقها.
  • استعمله أبو بكر الصديق، في خلافته -رضي الله عنه- على حروب أهل الردة، ولما أمره الصديق قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه- وسلم يقول فيه: “نعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد، خالد بن الوليد سيف من سيوف الله”.
  • ترك خالد بن الوليد -رضي الله عنه- آثارًا مشهورة في حروبه وانتصاراته، خاصة في قتال الروم بالشام، والفرس بالعراق، وفتح دمشق، كما أنه روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثمانية عشر حديثًا.
ماذا تعرف عن خالد بن الوليد؟

عزل خالد بن الوليد:

تحدث الناس بأفعال خالد في حروبه وانتصاراته، وتحدثوا عنها في الشام والعراق، وتغنى الشعراء بفعاله، فوهبهم خالد من ماله مكافآت وهدايا، ولما بلغ الخليفة عمر بن الخطاب في المدينة خبر خالد فكتب عمر كي يستقدم خالدًا إليه، حتى يعلم هل يعطي الشعراء من ماله أم من مال المسلمين، فإن قال إنها من مال المسلمين فتلك خيانة للأمانة، وإن زعم أنها من ماله فقد أسرف، وفي كلتا الحالتين يُعزل خالد من قيادته للجيوش، وعندما سئل خالد فأجاب أنها من ماله الخاص، وأعلنت براءته، ولكن صمم عمر على عزله، وأعلن في الأمصار قائلًا: “إني لم أعزل خالدًا عن سخطة ولا خيانة، ولكن الناس فتنوا به، فخفت أن يوكلوا إليه وأنه سبب النصر، فأحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع، وألا يكونوا بعرض فتنة”.

عزل خالد بن الوليد

وفاة خالد بن الوليد:

لما حضرت خالد بن الوليد -رضي الله عنه- الوفاة قال: “لقد شهدت مائة زحف أو نحوها وما في بدني موضع شبرٍ إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، وها أنا أموت على فراشي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء! وما لي من عملٍ أرجى من لا إله إلا الله”.

وفي اليوم الثامن عشر من رمضان من عام 21هـ، توفي خالد بن الوليد -رضي الله عنه-، فحزن عليه عمر -رضي الله عنه والمسلمون حزنًا شديدًا، حتى طلب عمر -رضي الله عنه- من نساء قريش أن يكفوا عن البكاء، فقال لهن: “وما على نساء قريش أن يبكين أبا سليمان!”، وقد وهب -رضي الله عنه- سلاحه وفرسه في سبيل الله.

وختامًا عزيزي القارئ، تناولنا بعضًا من سيرة سيف الله المسلول القائد العسكري والصحابي الجليل خالد بن الوليد، الذي يوافق اليوم 18 رمضان ذكرى وفاته.

اقرأ أيضًا: 979 عاما على ميلاد أحمد بن طولون.. مؤسس الدولة الطولونية

كتبت: سحر علي.