يعتبر التخطيط الاستراتيجي في المؤسسات أحد أهم الأعمال التي تقوم بها المؤسسات، حيث أصبحت سمة من سمات الإدارة الحديثة، ويعد التخطيط الاستراتيجي أداة إدارية تستخدمها المؤسسة من أجل القيام بعملها بأفضل صورة، من خلال تركيز طاقتها على تحقيق الأهداف، والتأكد من أن جميع العاملين يسيرون في تجاه واحد وبنفس الأهداف بما يتوافق مع المتغيرات الحديثة.
التخطيط الاستراتيجي في المؤسسات:
يقصد علميًا بالتخطيط الاستراتيجي في المؤسسات، وضع أهداف وغايات واضحة والعمل على تحقيقها في إطار فترة زمنية محدودة، وفي ظل كل الموارد البشرية المالية الممكنة، من أجل الوصول إلى الأهداف المرجوة.
اقرأ أيضًا: كتاب كيف تكون ثريًا.. استراتيجيات فعالة للنجاح المالي
حقائق عن عملية التخطيط الاستراتيجي في المؤسسات:
- التخطيط هو جوهر العملية الإدارية في المؤسسات، وهو الحلقة الأولى لجميع العمليات الإدارية.
- تتطلب توافر سياسات وإجراءات وقواعد واستراتيجيات واضحة ومنطقية، بغرض الوصول إلى الأهداف.
- عملية التخطيط عملية ذهنية تحليلية.
- عملية علمية فنية؛ لأنها تجمع بين العلم الأسس المنهجية والفن.
- عملية مرتبطة بجدول زمني واضح ومحدد، ولا تترك لظروف وزمن مُبهمين.
- عملية تستلزم التنبؤ بالمستقبل والاستعداد له.
وبذلك يتضح أن التخطيط يقوم على عنصرين أساسيين، هما:
- التنبؤ بالمستقبل: حيث تعتمد الخطط على الافتراضات والتقديرات التي يتوقع تحقيقها في المستقبل، اعتمادًا على المعلومات الدقيقة والموضوعية، مع الأخذ بعين الاعتبار، واحتمالية الخطأ واحتمالية الوقوع فيه.
- الاستعداد للمستقبل: يعتمد على مدى توافر المعلومات والإحصاءات للإمكانات البشرية والمادية الأجهزة وغيرها، وتساهم في مواجهة الظروف المستقبلية من أجل المحافظة على الاستمرارية في الخطة لتحقيق الهدف.
ولمنع الالتباس بين مفهوم التخطيط ومفهوم الخطة، فالتخطيط عملية مستمرة لا تنتهي على الإطلاق، أما الخطة فهي محصلة العملية التخطيطية.
اقرأ أيضًا: السر وراء النجاح.. 6 قواعد للثراء والرضا تغير حياتك
أهمية التخطيط الاستراتيجي في المؤسسات:
- يساعد في تحديد مسار العمل في المؤسسة.
- يساعد في تطوير النتائج المرجوة من وجود المؤسسة.
- يساعد في خلق هوية المؤسسة، مما يزيد كفاءة العمل.
- يساهم في حل المشكلات التي تواجه المؤسسة من خلال تحديد المؤسسة الإمكانات الداخلية من مواطن قوة وأوجه الضعف أو الفرص أو التحديات.
- يؤدي إلى تحسين نوعية القرارات التي تتخذها المؤسسة.
- يمكِّن جميع الإدارات في الهيكل التنظيمي بالقيام بأدوارهم بفاعلية.
- يزيد من وعي المديرين بالتغييرات الحادثة في البيئة المحيطة.
- يقلل درجة عدم التأكد والمخاطر المرتبطة بالمتغيرات الخارجة عن سيطرة وإدارة المكتبة، وتوفير المرونة للتكيف مع المتغيرات الحالية.
اقرأ أيضًا: ريتشارد مونتانيز.. الرجل الذي أطلق نكهة النجاح في عالم البطاطس
مراحل وخطوات عملية التخطيط الاستراتيجي في المؤسسات:
وضع الأهداف الخاصة بالمؤسسة:
وهي الغايات التي تسعى المؤسسة إلى تحقيقها والوصول إليها، ويرتبط حجم الأهداف وطبيعتها بدرجة الطموح لدى الإدارة العليا الإمكانات المادية والبشرية المتوفرة.
وضع الفروض التخطيطية:
وهي فروض علمية ومنهجية آخذة بعين الاعتبار العوامل والظروف البيئية الداخلية والخارجية، وهذه الفروض لا تمثل المستقبل الذي على أساسه سوف توضع الخطط.
وتنقسم الفروض التخطيطية إلى ثلاثة أنواع:
- فروض لا يمكن السيطرة عليها مثل النمو السكاني والبيئة السياسية وغيرها.
- فروض يمكن السيطرة عليها ولكن يمكن التأثير عليها مثل كفاءة العمال وغيرها.
- فروض يمكن السيطرة عليها، وهي التي يتم إقرارها وتنطوي على سياسات وبرامج مثل التوسع في المشروعات الجديدة والقيام بالبحوث وغيرها.
جمع البيانات والمعلومات اللازمة لعملية التخطيط:
تختلف البيانات باختلاف أنواع التخطيط، والغرض منه ومستواه المكاني وبعده الزماني.
تحديد البدائل وتقييمها:
من النادر أن نجد لخطة سوى بديل واحد ولذلك يجب أن يكون هناك عدة بدائل، ويجب على المخطط تحديد البدائل المختلفة المتاحة أمامه واختبارها من خلال التنبؤات الدقيقة، ثم يقوم بعملية المفاضلة بين البدائل.
اختيار الخطة المقترحة:
وهذه هي نهاية المطاف في إعداد الخطط ويجب على الإدارة قبل اتخاذ القرار حول أي من الخطط الواجب اختيارها الإجابة على تساؤلات مهمة وهي:
- ما مدى سهولة أو صعوبة تنفيذ الخطة؟
- هل ستحظى الخطة المقترحة بقبول الإداريين في المؤسسة؟
- هل تتميز الخطة بالمرونة وقابلية التعديل؟
- ما متطلبات المالية والمادية والبشرية للخطة؟
إقرار الخطة والموافقة عليها:
تحتاج إلى اتخاذ قرار رسمي من الإدارة العليا، أو الدوائر المختصة في المؤسسات، لكي يتم إقرارها والموافقة عليها.
تنفيذ الخطة ومتابعتها:
بعد إقرار الخطة والإعلان عنها، تقوم الجهات ذات العلاقة في المشروع بتنفيذ الخطة كلٌّ حسب مسئولياته وواجباته بناءً على مراحل التنفيذ والبرامج الزمنية لكل مرحلة.
وهنا يجدر الإشارة إلى أهمية وجود التناسق الكامل بين كافة الجهات والقطاعات أثناء التنفيذ لضمان تحقيق الأهداف.
مكونات الخطة ومواصفاتها:
تتكون الخطة الاستراتيجية من الرؤية والرسالة والهدف:
الرؤية:
هي صورة ضمنية مفهومة لمستقبل قريب مرغوب فيه، أو طموحات وآمال لا يمكن تحقيقها في ظل الموارد والظروف الحالية، ومن الممكن الوصول إليها على المدى الطويل، وأيضًا هي إطار فلسفي لفهم المبرر من وجود المؤسسة.
الرسالة:
هي جزء أساسي من مخرجات عملية التخطيط الاستراتيجي للمؤسسة، ومحاولة التبصر بالمستقبل والتطلع إلى الشكل المثالي الذي تسعى إليه المؤسسة، لتحقيق هذه الصورة في الواقع العملي.
لذلك تبنى رسالة المؤسسة على الرؤية وتتضمن مجموعة الأهداف العامة، وهناك فرق بين الرسالة وبين الأهداف فرسالة المؤسسة هي تلك الخصائص الفريدة التي تميز المؤسسة عن غيرها من المؤسسات المماثلة لها في حين الأهداف هي خطوات محددة عن طريق تحقيق الرسالة الخاصة للمؤسسة.
الرسالة أعم من الأهداف، حيث أن الأهداف أكثر تحديدًا من الرسالة، وتسعى المؤسسة إلى تحقيقها وهي تستمد من الرسالة.
مواصفاتها:
- أن يكون لها إطار زمني، أهداف طويلة الأجل، أهداف قصيرة الأجل.
- أن تكون مبنية على معلومات تم تجميعها وتحليلها.
- أن تكون مبنية على توقعات.
- أن تكون مرنة يمكن تغييرها وتحديثها حسبما تتغير الظروف.
- يمكن الاعتماد عليها في مسار العمل بالمؤسسة.
وننهي حديثنا بأن التخطيط الاستراتيجي في المؤسسات ليس مجرد عملية إدارية تقليدية، بل هو عملية ديناميكية تتطلب المشاركة الفعالة من جميع مستويات المؤسسة، وبالرغم من أهميته في المؤسسات، إلا أن تنفيذه بنجاح يعتمد على الالتزام والانضباط المؤسسي، فضلًا عن المرونة في التكيف مع المستجدات، لذا، يجب أن تكون المؤسسات مستعدة لتحديث استراتيجياتها بشكل دوري بناءً على التقييمات المستمرة والأداء الفعلي.
اقرأ أيضًا: 5 طرق لتنفيذ خطة استراتيجية للشركات الناشئة
كتبت: أسماء خميس.