فندق أدرير أميلال في واحة سيوة

تتسابق جميع الفنادق لتكون أكثر تميزًا وفخامة فتقدم خدمات غير متوقعة لنزلائها من إطلالة مميزة إلى وسائل الرفاهية داخله، هذا على عكس ما يقدمه فندق أدرير أميلال في واحة سيوة، فهو مميز ومتفرد ليس على مستوى بلدنا مصر أو الشرق الأوسط فقط، بل على مستوى العالم، يقصده الملوك ورجال الأعمال حول العالم؛ ليستمتعوا بتجربة فريدة من الهدوء والراحة النفسية وصفاء الروح والنفس، فهيا معي نتعرف على أغرب فندق في مصر.

فندق أدرير أميلال في واحة سيوة:

في قلب صحراء مصر الغربية تلك الصحراء الشاسعة المترامية الأطراف، التي ابتلعت بمفردها جيش الملك الفارسي قمبيز حينما جاء إلى مصر غازيًا يريد تدمير حضارتنا العظيمة، فما كان من أرضنا الطيبة إلا تحولت إلى قبر سحيق الأعماق، ابتلع جيشًا كاملًا من الغزاة لم يراهم أحد منذ مغادرتهم العاصمة المصرية القديمة منف.

فندق أدرير أميلال في واحة سيوة
فندق أدرير أميلال في واحة سيوة

في قلب الصحراء الغربية توجد واحة سيوة بعيونها المائية الفريدة والعجيبة، وأملاحها التي تشفي العديد من الأمراض، ورمالها التي تحتفظ بأسرار عديدة في تلك البقعة، تم إنشاء فندق أدرير أميلال في واحة سيوة ولكن بمعايير مختلفة عن جميع الفنادق التي تشتهر بوجود العديد من الوسائل الرفاهية مثل: حمامات السباحة، وصالات الألعاب الرياضية، والجاكوزي، وجلسات التدليك، وإنترنت فائق السرعة، وغيرها من الخدمات ووسائل الرفاهية، إنه فندق للراحة النفسية يخلو من ضجيج الحضارة المزيفة، ومواقع الاغتراب (التواصل) الاجتماعي، ومن جنون الأسعار ومؤشرات البورصة، والتوترات العالمية، والأزمات الاقتصادية، والحروب السياسية، إنه مكان على سطح كوكب الأرض، لكنه لا ينتمى لعصرنا الحديث هذا.

اقرأ أيضًا: أجمل 10 أماكن سياحية في سانت كاترين

بناء فندق أدرير أميلال في واحة سيوة:

أراد مالكو هذا الفندق أن يصنعوا شيئًا مميزًا؛ فأوكلو للدكتور منير نعمة الله المهندس المعماري والخبير البيئي مهمة إنشاء فندق أدرير أميلال في واحة سيوة للراحة النفسية، فجاء التصميم والتنفيذ صديقا للبيئة متوافقا مع روح المكان والهدوء الذي يحث على التأمل والحديث مع أهم شخص نشتاق إليه إلا وهو أنفسنا التي نسيناها في زحام الحضارة والتلوث السمعي والبصري والهوائي، تم إنشاؤه فوق ربوة عالية تشرف على عيون مياه سيوة، وأشجار الزيتون، وبني من مواد طبيعية بلا أي لمسات عصرية، فالأسقف من سعف النخيل وأغصان الدوم، والحوائط من أحجار طفلية مشبعة بالأملاح التي تشع طاقة إيجابية، وتمتص أية طاقة سلبية في المكان.

فندق أدرير أميلال في واحة سيوة
فندق أدرير أميلال في واحة سيوة

أما شكله فهو على شكل قلعة، يمر الهواء في أرجاء المكان بلا حواجز فلا يوجد شبابيك ولا أبواب موصدة، فناؤه كبير ويوجد براح أكبر حول المكان، لا كهرباء لا إنترنت لا موسيقى لا هواتف لا شيء يربطك بالعالم الآخر، فهي رحلة للتأمل والراحة النفسية والسلام الداخلي، الشموع الطبيعية هي مصدر الإنارة الوحيد تتوزع في الغرف والباحة الرئيسية وحول المكان، كأنك تشاهد لوحة فنية لمكان في العصور الوسطى، أما الطعام فهو طبيعي يتم زراعته بجوار الفندق والجميع يأكل من إنتاج الأرض بلا أسمدة أو مواد حافظة، وبه أيضًا بعض الحيوانات والطيور، فهي رحلة لراحة النفس وأيضًا راحة الأجساد والعودة للطبيعة.

أشهر زوار فندق أدرير أميلال في واحة سيوة:

من أشهر من زار الفندق الملك تشارلز ملك إنجلترا في عام 2006، عندما كان حينذاك أميرًا ووليًا للعهد، ولا زالت الغرفة التي نزل بها تحمل اسمه إلى الآن.

الملك تشارلز ملك إنجلترا
الملك تشارلز ملك إنجلترا

من العجيب أن فندق أدرير أميلال في واحة سيوة يغلق أبوابه أيام الصيف لأعمال الصيانة ويفتح فقط في شهور الشتاء، أما أسعار الإقامة فهي بالدولار ومن المؤكد أنها تتناسب مع تلك الرحلة في أعماق الذات والهدوء والراحة النفسية والأصالة، ولا زالت أرض مصر أرض الغرائب والعجائب والحضارة تجود علينا ببعض أسرارها.

اقرأ أيضًا: الغردقة أفضل الوجهات السياحية في الشرق الأوسط 2023

كتب: أحمد عبد الواحد إبراهيم.