في دعم واضح من الاتحاد الأوروبي للدور المصري المحوري في منطقة الشرق الأوسط ومجهوداتها في دعم الاستقرار والسلم العالمي، قامت المفوضية الأوروبية بإقامة مؤتمر استثماري في مصر، وقام الاتحاد الأوروبي بإنشاء عدد من مشروعات الطاقة النظيفة في مصر بمبلغ 49 مليارًا، وإنشاء 29 مشروعًا للطاقة النظيفة على رأسها عدة مصانع لإنتاج الأمونيا والهيدروجين الأخضر الذي يشكل البديل الحديث للغاز الطبيعي.
وقام السيد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بالإشراف وحضور احتفال التوقيع مع رؤساء المناطق الحرة وصندوق التنمية المصرية تحيا مصر؛ لتدشين تلك المشروعات العملاقة التي سوف تحول مصر إلى أهم مركز لتصدير الهيدروجين الأخضر وهو الوقود الحديث للسفن والتدفئة والكثير من الصناعات الحديثة.
استثمار الاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط لضمان الاستقرار ووقف الهجرة:
يبدو أن أوروبا تعيد النظر في الاستثمار في دول الشرق الأوسط، فبعد سنوات من العزلة عن مشاكل الشرق الأوسط الجار الجنوبي لدول الاتحاد وإغراقه بالصراعات والمشاكل والحروب، التي نتج عنها موجات من الهجرة غير الشرعية من بلاد إفريقيا والشرق الأوسط، والمشكلة الروسية الأوكرانية اقتنعت أوروبا أخيرًا بأن الاستثمارات المالية في دول الشرق الأوسط ونقل التكنولوجيا لدول المنطقة هو السبيل الأمثل للحفاظ على الاستقرار في أوروبا، ووقف الهجرات غير الشرعية لدول الاتحاد وتغيير تركيبته السكانية.
اقرأ أيضًا: أزمة الغذاء في أوروبا 2022.. هل ستعاني القارة العجوز من الجوع؟
فقد أصبح الأوروبيون أقلية في دول الاتحاد، فالتركيبة السكانية لدول الاتحاد الأوروبي تواجهه مشكلة نقص المواليد، في حين تزيد المواليد والهجرات من إفريقيا وخاصة من شمال إفريقيا ودول الشرق الأوسط، الذين يهربون من بلادهم من الفقر وتدني مستوى المعيشة نحو مستقبل أفضل في بلاد الاتحاد، ووجدت دول الاتحاد الأوروبي أن الاستثمار ونقل التكنولوجيا طواعية هو الدرع الواقي للحفاظ على التركيبة السكانية لدول الاتحاد الأوروبي.
هذا بالإضافة لبحث أوروبا عن مورد جديد للصناعات الرخيصة والمواد الخام، بعيدًا عن الصين التي تحاول الولايات المتحدة الأمريكية عرقلة تقدمها الاقتصادي والتكنولوجي الذي يؤرقها هي ودول الاتحاد الأوروبي، ورب ضارة نافعة لنا نحن دول الشرق الأوسط ومصر، التي كان الجميع يعاملنا كسوق فقط لمنتجاتهم متناسين قدرتنا البشرية والعلمية والإنتاجية، التي لو وظفت جيدًا ستتحول إلى نمور عربية مثل النمور الأسيوية، وهذا يثبت أن بلادنا لديها الإمكانيات العظيمة لتتبوأ مكانتها اللائقة في صفوف دول العالم المتقدم.
وختامًا، تؤكد الاستثمارات الأوروبية الضخمة في مصر، وخاصة في مجالات الطاقة النظيفة، أهمية الدور المصري في استقرار منطقة الشرق الأوسط والسلم العالمي، بدعم الاتحاد الأوروبي، تتقدم مصر نحو أن تصبح مركزًا إقليميًا رائدًا في إنتاج الهيدروجين الأخضر، هذه الشراكة تعكس إعادة تفكير الاتحاد الأوروبي في نهجها تجاه الشرق الأوسط، مما يساهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، والحد من موجات الهجرة غير الشرعية، وضمان مستقبل مستدام للطرفين.
اقرأ أيضًا: فرصة استثمارية ذهبية.. شهادات البنك الأهلي المصري 2024 بعائد 27%
كتب: أحمد عبد الواحد إبراهيم.