في قلب سيناء، حيث يتعانق البحر مع السماء، تقع محمية الزرانيق، إحدى الجواهر الطبيعية في مصر التي لم تحظ بالاهتمام الذي تستحقه، هل تعلم أن هذه المحمية هي محطة استراحة رئيسية لآلاف الطيور المهاجرة التي تقطع مسافات شاسعة بحثًا عن الأمان والدفء؟ تخيل مكانًا يزوره الطيور من كل بقاع الأرض، وكأنها تعرف سرًا دفينًا لا يعلمه الكثيرون، في هذا المقال سنكشف لك عن أسرار هذا الملاذ الذي لا يوفر الحماية فقط للطيور، بل يحمل بين جنباته تنوعًا بيئيًا لا مثيل له.
ماذا تعرف عن محمية الزرانيق؟
يمكن معرفة المعلومات الأساسية عن محمية الزرانيق، من خلال النقاط التالية:
- تعتبر هذه المحمية من أشهر المحميات الطبيعية في مصر، وموطنًا للكثير من الطيور التي تهبط إليها وتتكاثر فيها وتنطلق منها، فضلًا عن وجود بعض المناطق المائية والبرية التي تضم تنوعًا كبيرًا من الكائنات البحرية المختلفة، والنباتات المميزة والنادرة.
- أعلنت محمية الزرانيق وسبخة البردويل، محمية طبيعية بقرار وزاري صدر عن رئيس مجلس الوزراء رقم 1429 لسنة 1985م، وتم تعديله بالقرار رقم 3379 لسنة 1996م.
- تقع المحمية في الجزء الشرقي من بحيرة البردويل، وتبعد عن مدينة العريش حوالي 25 كم.
- يحد المحمية شمالًا البحر المتوسط، وجنوبًا طريق العريش/ القنطرة.
- تعتبر محمية الزرانيق الطبيعية وسبخة البردويل، محطة هامة من المحطات الرئيسية في مسار رحلة هجرة الطيور في العالم، لما تتميز به من موقعها الاستراتيجي الذي يقع ضمن مسار هجرة الطيور من أوروبا وآسيا وصولًا إلى أفريقيا خلال فصل الخريف.
- سبب قطع هذه الطيور لآلاف الكيلومترات في طريق هجرتها، هو البحث عن الدفء والغذاء، اللذين يتوفران في محمية الزرانيق؛ مما يجعلها موقعًا من أهم مواقع التجمع الطبيعي للطيور المهاجرة.
اقرأ أيضًا: رحلة استثنائية.. اكتشف أجمل أماكن للخروج والفسح في سيناء
- المنطقة الرملية الفاصلة بين البحر المتوسط وبحيرة البردويل، تعتبر موقعًا مناسبًا لوضع فصيلة السلاحف الخضراء البحرية (Green Turtle) بيضها، وهي من الفصائل المهددة بالانقراض، ولهذا تقوم دول حوض البحر المتوسط بحمايتها والحفاظ عليها.
- أثبتت الدراسات أهمية محمية الزرانيق؛ بسبب موقعها الفريد الذي يتوسط قارات العالم الثلاث: آسيا، أفريقيا، وأوروبا؛ مما يجعلها جسرًا لعبور مئات الآلاف من الطيور المهاجرة كل عام.
- تم إيجاد ما يقرب من 244 نوعًا من الطيور في المحمية، تنتمي إلى 14 فصيلة نادرة، مثل: البجع، والبط، وأبو قردان، واللقلق، والسمان، والنورس، والكروان، والوروار، وغيرها.
- تعتبر من أهم المواقع الطبيعية لتكاثر بعض أنواع الطيور النادرة مثل: طائر أبو الرؤوس السكندري (Kentish Plover)، والعقاب النسارية.
- من الجهود التي تقوم بها إدارة المحمية أيضًا العمل على تأمين مستقبل السلحفاة المصرية النادرة من خلال برنامج حماية متقدم، حيث يتم رصدها عن طريق موجات الراديو، بالإضافة إلى عملية الرصد التقليدي من خلال اقتفاء الأثر، كما يتضمن برنامج الحماية أيضًا إنتاج بعض المشغولات اليدوية التقليدية والمميزة؛ لدعم السكان المحليين المقيمين بمنطقة المحمية، كوسيلة لضمان مشاركتهم في جهود الحماية والمحافظة.
- في عام 1971م، أصدرت منظمة اليونسكو اتفاقية (رامسار) تتضمن على حماية ما يقرب من 300 موقعًا من المواقع الهامة للطيور المائية، ومنها محمية الزرانيق.
- تضم منطقة المحمية العديد من البيئات المختلفة والمتنوعة، مثل: بيئة ساحل البحر المتوسط، وبيئة مناطق السبخات، وبيئة الملاحات والجزر والشواطئ، وبيئة الأراضي الرطبة، وبيئة الكثبان الرملية.
- محمية الزرانيق وسبخة البردويل، من أهم المواقع البيئية في مصر والعالم، لدورها الكبير في حماية التنوع البيولوجي وتأمين مسار الهجرة لمئات الآلاف من الطيور كل عام.
بعد هذه الرحلة الممتعة في محمية الزرانيق، تلك المحمية التي تعتبر من أهم المحطات الرئيسية في مسار هجرة الطيور كل عام، حيث تعتبر نقطة وصول وانطلاق لها، يتأكد لنا إن مصر ليست ملجأ للبشر فقط، بل هي ملجأ لكل كائن حي يريد الحياة بسلام وأمان دائمين.
اقرأ أيضًا: رحلة استثنائية.. اكتشف أجمل أماكن للخروج والفسح في سيناء
كتبت: سحر علي.