هل سبق أن وجدت نفسك عاجزًا عن الرد في لحظة حرجة، ثم تذكرت لاحقًا ما كان يجب أن تقوله؟ هذا الشعور مألوف للجميع، أهم قواعد فنون الرد تمنحك القدرة على التحكم في الحوار، وتحويل المواقف المحرجة إلى فرص لإظهار الثقة والذكاء، عندما تتقن هذه الفنون لن تكون مجرد متلقٍ للكلمات، بل ستصبح قادرًا على إدارة الحوار بطريقة تضمن لك احترام الآخرين.
أهم قواعد فنون الرد:
هناك عدة قواعد يجب اتباعها لتعلم فنون الرد، حتى لا تؤذيك كلمات الآخرين، ومن أهمها:
حسن الإصغاء:
يجب عليك الصمت أثناء الحديث للإنصات لمن يحادثك، حتى تستطيع التركيز في حديثه، وبالتالي تستطيع أن ترد عليه الرد المناسب للموقف والحوار، عن طريق الانتباه، وعدم بتر الحديث، والنظر إلى عينيه بشكل مباشر، حيث تعبر بلغة الجسد عن حسن استماعك واهتمامك بالحديث، وأيضًا تحنب أن يكون تفكيرك مشغولًا ومشتتًا، وإذا لم يمكنك استيعاب جزئية معينة في الحديث عليك أن تطلب توضيحها، حتى يشعر الطرف الآخر باهتمامك، فإن ذلك من أهم قواعد فنون الرد.
اقرأ أيضًا: لغة الحوار.. جسر التواصل بين الآباء والأبناء
التمهل:
التسرع والاندفاع في الرد يجعلك معرضًا للتفوه بكلمات قد تندم عليها فيما بعد، لذا عليك أن تتمهل وتفكر كثيرًا عند الرد، حتى لا يشعر الطرف الآخر بأنك تهاجمه أو تعاديه.
ابتعد عن العناد:
إظهار العناد يجعل موقفك ضعيفًا أمام الطرف الآخر، فتجنب أن تعارض الطرف الآخر دون أن يكون لديك أدلة أو معلومات كافية لتثبت وجهة نظرك، وأيضًا عليك أن تضعف وجهة نظر الطرف الآخر عن طريق تصيد الفجوات في حديثه، وإذا لم تجد جدوى من الحديث، فعليك أن تتوقف عن الحوار وتكمله في وقتًا لاحق.
التثقيف:
فن الرد يحتاج أن يكون لديك القدر الكافي من الثقافة العامة والثقافة اللغوية، لتتمكن من الحديث في مختلف الموضوعات التي قد تضطر للحديث فيها، ولهذا عليك أن تكون حريصًا على القراءة والاطلاع بشكل مستمر في شتى المجالات، وأيضًا عليك أن تتعلم لغة ثانية، حيث أثبتت بعض الدراسات أن تعلم لغة ثانية يزيد نسبة الذكاء وسرعة البديهة.
التواضع:
التواضع صفة من صفات الشخص ذي الأخلاق الحميدة؛ لأنه يجعل الجميع يحترمه، لذلك حاول أن تكون متواضعًا عن طريق شكر الشخص الذي يحاورك، واجعله يشعر أن حوارك معه حوار بناء، وأعطاك الكثير من الفائدة.
الرصانة والاتزان:
هناك بعض الأشخاص تتذكر الرد بعد انتهاء الموقف، إذا كنت منهم فعليك أن تعلم أن سبب ذلك هو التوتر والضغط العصبي اللذان يجعلان ذهن الشخص أثناء الموقف مشتتًا، لذلك عليك الحرص على التمتع بحالة نفسية مستقرة لا تثيرها العواطف؛ لأنها تسبب فقدان الاتزان العقلي، لهذا عليك بالهدوء حتى يصفو ذهنك، وتختار الرد المناسب للموقف قبل فوات الأوان.
بناء الثقة بالنفس:
عليك دائمًا أن تكون واثقًا بنفسك، وأن تشعر أنك شخص مكتمل بذاتك، لا تخشى من مواجهة عبارات جارحة، فإذا قال لك أحد: “أنت غبي”، فعليك أن تعلم في نفسك وتردد أنا لست غبيًا، وهكذا تزيد ثقتك بنفسك وتزيد قدرتك على الثبات الانفعالي.
لا تجعل الأمر شخصيًا:
إذا كنت وسط مجموعة من الأشخاص، وقام أحدهم بتوجيه بعض العبارات الجارحة، فلا تعتبر أن هذا الكلام موجه إليك، ولا تأخذها على المستوى الشخصي وتقوم بالتبرير؛ لأنك بمجرد التبرير تعطي الفرصة للطرف الآخر أن ينتصر عليك، بينما يفترض بك إثبات العكس بطريقة ذكية، ولهذا وجب تدريب النفس جيدًا، وبناء شخصية قوية واثقة وحكيمة.
هناك مواقف يُفضل فيها عدم الرد:
عليك إدراك أنه ليست كل المواقف تحتاج منك لترد، فهناك مواقف يفضل بل يجب فيها عدم الرد، فمثلًا إذا كان ردك سيكون سببا في حدوث إيذاء لشخص ما بشكل مباشر، أو إذا كنت تحاور شخصًا معروفًا بالعدوانية أو صاحب تفكير محدود، حاول أيضًا تجنب الردود التي يمكن أن تثير غضب الطرف الآخر، أو تثير غضبك وتجعلك تنزلق إلى الأسوأ منها، مثل حدوث مشكلة أكبر.
وختامًا، نقول أن تعلم أهم قواعد فنون الرد، يعتبر من الأشياء المهمة في حياة كل منا؛ لأننا جميعًا قد نمر بمواقف محرجة وغريبة، لذا علينا الاستعداد لرد الفعل الذي يجب أن يقوم به حينها، مع الوعي تمامًا بأنه احيانا كسب القلوب أولى من كسب المواقف.
اقرأ أيضًا: النقاش البناء.. سر تحويل أي حوار إلى فرصة للتقدم
كتبت: سحر علي.