كلنا نبحث عن السعادة، ونريد أن نشعر بها في كل لحظة من حياتنا، ولكن هل السعادة غاية أم وسيلة؟ هل هي في الرحلة للهدف أم في الوصول إليه؟ قد يخطئ الكثيرون في فهم معناها، فهناك من يعتقد أنها هي النهاية، ولهذا لا يستطيعون الوصول إليها، وهناك من يعتقد أنها الوسيلة للوصول إلي النهاية، لذلك تعال معي عزيزي القارئ في هذه السطور التالية لنتعرف معًا هل هي غاية أم وسيلة؟
هل السعادة غاية أم وسيلة؟
السعادة غاية أم وسيلة؟ في الحقيقة أنه يصعب الإجابة قليلًا لأن الناس مختلفة، وهناك من الأشياء التي تجعل البعض سعيدًا، ولكنها ليست بالضرورة أن تسعد الآخرين أيضًا، ولكن يمكن القول بأنها ليست غاية في حد ذاتها، أو هدفًا نسعى للوصول إليه، إنما هي وسيلة هامة وضرورية للوصول إلى ما نسعى لتحقيقه، فهي تكمن في الرحلة التي نقطعها للوصول إلى ما نريده.
فسعادة الطالب تكمن في المذاكرة طوال العام والتعب كي يصل للنجاح المرغوب، وليست في النجاح أو النتيجة فقط، وسعادة العامل في تعبه ومشقته طوال عمله، وليست في الراتب الذي يحصل عليه آخر اليوم أو آخر الشهر، لذلك لا تربط سعادتك بأي شيء؛ لأنك بذلك تؤذي نفسك، ولن تشعر بالسعادة؛ لأنك تضيع على نفسك وقتًا ومجهودًا كان بالإمكان أن تشعر خلاله بالسعادة التي حرمت نفسك منها في الانتظار.
اقرأ أيضًا: السعادة.. هل هي هرمونات أم اختيارات؟
ما معنى السعادة؟
يمكن تعريفها على إنها حالة عاطفية تمتزج فيها مشاعر ايجابية مثل: الفرح، والرضا، والأمان، والقناعة، وهي حالة تتضمن الرضا عن النفس وعن الحياة، وهناك هرمون معروف بهرمون السعادة يفرزه الجسم، ويحفز على الشعور بهذه المشاعر، ولأن هذا المصطلح يشمل الوقت الحالي أو ما يتوقعه الشخص في المستقبل، فقد قام علماء النفس والاجتماع باستخدام مصطلح أكثر شمولًا وتخصصًا في نفس الوقت وهو (الرفاهية الذاتية)، وهذا المصطلح يميل إلى التركيز على المشاعر الذاتية للفرد حول حياته الحاضرة.
مكونات السعادة:
للسعادة مكونان أساسيان؛ هما:
توازن المشاعر:
فالإنسان على مدى حياته يمر بمشاعر إيجابية وسلبية، وتقلبات مزاجية شديدة ومتنوعة، وحدوث السعادة يكون عندما تتفوق المشاعر الإيجابية على المشاعر السلبية.
الرضا عن الحياة:
يرتبط ذلك برضا الشخص عن مختلف الجوانب في حياته مثل: عمله، وأهله، وأصدقائه، وعلاقاته الشخصية، وإنجازاته، أو أي شيء مهم في حياة الشخص، ولأن الحياة صعبة تعج بالعديد من المشاكل والصعاب، فإن طريق الإنسان للسعادة يمر بالعديد من التحديات التي ينبغي تجاوزها للوصول إليها.
ما تحديات السعادة؟
يجب معرفة أهم التحديات التي تعيق الإحساس بالسعادة، ومن أهم هذه التحديات ما يلي:
التقدير الخطأ:
نظرة الشخص وتقديره للأشياء بشكل خطأ يصعب عليه الوصول للسعادة، مثلًا عندما يرى أن سعادته فقط في الحصول على المال، أو الوظيفة، وغيرها من الأشياء المادية الأخرى.
عدم طلب الدعم الإجتماعي:
لا يوجد إنسان سعيد أبدًا بمفرده، بل يجب أن يسعى لمشاركة السعادة مع الآخرين، ولهذا فإن الدعم الاجتماعي من الأهل والأصدقاء مهم وضروري للشعور بالسعادة، وقد أثبتت إحدى الدراسات أن الدعم الاجتماعي يحقق نسبة تعادل 43% من مستوى السعادة لدى الشخص.
رؤية الأمور بمنظور تشاؤمي:
التفكير السوداوي أو النظر إلى الجانب السلبي من الأمور باستمرار يعيق ويمنع الشعور بالسعادة، لذا يجب أن تكون متفائلًا لتتمكن من الشعور بها حتى ولو كنت تمر بأسوأ الظروف.
زيادة الأعباء والمسئوليات:
هناك بعض الأشخاص الذين يفقدون الإحساس بالسعادة عندما يتعرضون لمسئوليات وضغوطات كثيرة، ولهذا يجب عليهم إدراك أنه لا مفر من تحمل المسئولية في الحياة، وهناك البعض ممن يشعرون بها عند تحمل مسئولية من يحبون ويستطيعون التعامل معها.
وفي النهاية بعد معرفة هل السعادة غاية أم وسيلة؟ وهل هي في الرحلة أم الوصول، نقول إنها مختلفة من شخص لآخر، فلا تبحث عن سعادتك في أسباب سعادة الآخرين، بل يجب عليك البحث في نفسك أنت عما يجعلك سعيدًا، وأن تجعل سعادتك أسلوب حياة تتخطى بها كل المشاكل والعقبات التي تواجهك في حياتك، وهكذا تصل إلى هدفك ومرادك، فهي ليست غاية وإنما هي وسيلة للحياة.
اقرأ أيضًا: في اليوم العالمي للسعادة.. إليك أفضل 10 طرق للحصول عليها
كتبت: سحر علي.