FB IMG 1611940970101

“لحظة استمتاع “

ما أجمل الخيال والخروج عن المنطق والمعقول! وما أجمل أن تسبح في بحر من الجنون والسحر!

رحلة من المتعة، الإثارة، التشويق، رحلة مليئة بحيوية العالم الآخر، العالم الذي نريد دومًا العيش فيه والإبحار بأعمارنا بداخله قدر المستطاع (عالم السحر)؛ لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي سفننا، وينتهي الوقت المستقطع من الواقع بانتهاء الرحلة؛ لكن تظل لحظات السعادة تلك محفورة بأذهاننا نعود إليها كلما أثقلت الحياة على عاتقنا مسئولياتها.

“نظرة نقدية ذاتية”

لفت انتباهي أن هناك بعض الخلل الطفيف بالرواية، يتمحور هذا الخلل في عدة نقاط وهى :-

أولًا السرد:

– إسهاب الكاتب في السرد قد يصل إلى صفحة ونصف الصفحة في وصف مشهد واحد مما أدى إلى البخس بحق الحوار بين الشخصيات.

– السرد يصف الخلجات الداخلية للشخصيات كإحساسهم بواقع ما يحدث حولهم وهو ما يفتقر الحوار لوصفه قدر السرد مثل أن تقول: (أنا أشعر بالصدمة).

سوف يستشعرها القارئ وكأن القائل إنسان آلي مبرمج وليس شخصية حية مثل شعوره بها حينما ينطقها الراوي بتراكيبه، مثل أن يقول: (صَدمهُ ما لفظ به صديقه كمَن طعنه بسكين في قلبه).

ثانيًا الحوار:

– فهو الكلمات التي تنتج عن تلك المشاعر مترجمة على لسان شخوص الرواية مثل أن يقول: (لم أتوقع منك كل هذا الحقد يا صديقي) وهو ما يلي وصف الراوي لشعور الشخصية مباشرة، وبما أن الكاتب كان يشرح باستفاضة كل شيء بالسرد، لم يكن بحاجة إلى حوار سيزيد من تكرار ما قاله قبلًا كل ما سيتغير هو لسان المتكلم.

ثالثًا اللغة:

– الكاتب لديه لغة نظيفة راقية وتراكيب رائعة، و لنقل أن تلك النقطة هي ما تسببت في نقطة الضعف الأولى وهي الإسهاب في السرد.

رابعًا حبكة وعقدة:

– الحبكة قوية اعتمدت على السكون في البداية، مما قد يسبب القليل من الملل، ولكن سرعان ما يستعيد الكاتب لجام قلمه إلا وقد شق طريق الإثارة والتشويق لآخر هذا الجزء من روايته.

– أعجبني أيضًا استعماله للحبكة المعقدة في منتصف الرواية الفلاش باك (الاسترجاع) فيما يخص لقاء (أماليا) و(چيكا)، وما حدث بأول محاضرة في التعاويذ النارية مع (المعلمة دريقا)، وهو ما لا يتقنه أيضًا الكثير ويكون له بعض التريث لدى القارئ في فهم المشهد.

– يأتي هنا دور النهاية وقوة العقدة للرواية وسوف يتم تأجيل الحديث عنهما حتى ننتهي من قراءة بقية الأجزاء، فلا نستبق الأحداث قد تتغير الأمور في نهاية الرواية.

“ملحوظات”

– كل ما ذكر في الرواية فانتازيا ( عجائبية) وخيال، أما فيما يخص انتقال المصريين القدماء بين عوالم أخرى وكواكب أخرى فهو معروف وقت ازدهار الحضارة المصرية.

أيضًا مفاتيح حياة العوالم وعالم داوت وبعض النبؤات والمتون التي ستكون بالأجزاء القادمة معلومات حقيقة.

– تشبه الرواية إلى حد كبير (سلسلة هاري بوتر الشهيرة)، فقط اختلاف العالم والأسماء، حتى أن بعض الحبكات الفرعية تطابق مع السلسلة الشهيرة جدًا، مثل تشابه حياة (چيكا) وهو طفل مع حياة (هاري بوتر) واتصاله الروحي والسحري بالشر المخفي تحت مسمى (فولدمورت) وهو هنا مسمى (ست).

– أيضًا حياته بداخل المدرسة السحرية التي كان يرفضها الجميع ويراها نقمة حلت على المدرسة ولعنة لن تزول إلا بزوالهم ولم يقترب منه إلا شاب من الدم الملكي وفتاة من دم مختلط، كما حدث بالفعل في عدم تقبل المدرسة السحرية (لهاري بوتر) لمعرفة كل مَن فيها بماضيه مع أشهر ساحر للسحر الأسود المدمر، ولم ينضم له إلا فتاة من دم موحل وشاب من دم أقل من دماء نقية، يختلف فقط عن الحدثين نوايا أصدقاء البطل في التقرب منه.

“نهاية المراجعة”

أود أن أشكر دكتور أحمد على مجهوده وبحثه لكي يخرج العمل على هذه الصورة الرائعة التي تستحق القراءة حقًا، ونتمنى تفادي نقاط الضعف و الثغرات بباقي الأجزاء القادمة، بالتوفيق.

كتبت/ إيمان الخطيب