نواجه في حياتنا مواقف وطرائف أثناء رحلتنا للعمل، أو للمدرسة، أو للجامعة، نرى أمورًا نتعجب منها ولا نعرف كيف نرد عليها مثل: رجل يجلس على طرف من الميكروباص أمام سيدة، فلا تعرف كيف تجلس، فتطلب النزول من الميكروباص، والرجل لا يتحرك ساكنًا سواء يعتذر، أو يذهب لميكروباص آخر.
نرى مثل هذه الأشياء ولا نعرف سببًا لعدم وجود الذوق، الأدب، والأخلاق التي تربينا عليها، فيصبح لدى عقلنا إجابة أو استجابة واحدة لا تعليق.
تذهب إلى مقر عملك، وتجد نفسك فجأة من دون أية مقدمات تدخلت فيما لا يعنيك، فتعاتب نفسك بعد ذلك، فلا تجد سوى لا تعليق.
تعطي بعض الأشخاص من الحب، الاحترام والتقدير أكثر مما يستحقونه، فتسأل نفسك أين كان عقلك في ذلك الوقت.
تفعل موقفًا ولا تعلم لماذا فعلت ذلك؟! أو يحدث لك موقف محرج ولا تعرف كيف تتصرف حينها، فتصبح لديك إجابة لا تعليق.
لا تلم نفسك على مواقفك السلبية، إذا لم ترد وقت حدوث الموقف، فلا تفكر بعد ذلك سوى إنك تتعلم منه.
نقول أن الزمن تغير، وأن الناس لم يصبحوا كما كانوا، فلا تتغير أنت أيضًا وتسير مع موجتهم، اجعل لنفسك موجة خاصة بك، فمن الممكن أن يتعلم منك الآخرون.
لا تعليق على كل مَن يضيق صدره بسبب كلمة جرحته، لم يكن يقصدها صاحبها.
لا تعليق على كل شخص ليس له كرامة أو عزة نفس.
لا تعليق على كل شخص يرفض النصح، ويظل في طريقه مضِلًا.
لا تعليق على كل شخص يستحل مالا ليس ماله، أو يحقد، أو يحسد غيره على نعمة الله له.
لا تعليق على كل شخص يرى الخطأ ولا يتحرك مدافعًا عن مظلوم، نسي أن الساكت عن الحق شيطان أخرس.
لا تعليق عمَن خان الأمانة، وخلف الوعد وكذب وهو يعلم بداخله أنه على ظلم مبين.
أين ذهبت الشهامة، الأخلاق، المودة، الرحمة، الكرم، الصدق، وكل المحاسن التي قرأنا عنها في الكتب؟
هل هي فقط صفات نحبذها ولا نعمل بها؟ هل هي مجرد كلمات نعلمها ولكن لا نشعر بها؟
هل أنفسنا تعمل بها؟
إذا كانت لديك الإجابة، فأنت في أمان، وإذا كانت ليست لديك الإجابة، فأنت في خطر اللا تعليق.
خطر اللا تعليق يبرز مدى جُبنك، أنانيتك، حب الحياة أكثر مِن أي شيء، وإحراجك من الآخرين.
أحيانًا نرى مواقفًا تافهة لمشاكل لآخرين، لكن بالنسبة لهم مشاكل ضخمة، فلا تحاول أن تبدي رأيك فيها؛ لأنك سوف تضع نفسك في اللا تعليق.
لا تقل سوف أفعل وسوف أفعل، وتمضي الأيام ولا تفعل شيئًا، وعندما تسأل نفسك لماذا لم تفعل؟
سوف تجد الإجابة لا تعليق.
لا تحاول استفزاز أحدهم، وبعد ذلك ترجع تسأل لماذا هذا الشخص يتجنبك؟!
لا تعاير أحدًا بعيوبه، فانظر بداخلك سوف تجد عيوبا أكثر منه بكثير، كما يقول المثل “لا ترم الناس بالحجارة وبيتك من الزجاج”
لا تعش قصة أنك الضحية عندما تحب شخصًا لا يحبك وترجع نفسك لماذا لا يحبني؛ فاعلم أن الله وحده مَن يضع الحب والألفة بين قلوب الناس.
فلا تعش في تلك القصة ذات الحب من الطرف الواحد وتقول لماذا أعاني؟ “لا تعليق”
صدقني يا صديقي الحياة لا تستحق كل هذه المعاناة، والحرب، الحياة أبسط من ذلك، وسوف نعيشها مرة واحدة، فافعل فيها ما شئت بما يرضي الله ولا تضر أحدًا.
وخذ حذرك من اللا تعليق، على الرغم من اللا تعليق له عيوب وعدم استعابة، ولكن له أيضًا مميزات
1- عدم التدخل فيما لا يعيننا.
2- راحة النفس من الجو المشحون بالسلبية حولنا.
3- عدم وجود صراعات وخلافات لا تنتهي إلا باللا تعليق.
أنت وحدك الذي تعلم متى تستخدم اللا تعليق ومتى لا.
كن قويًا كالجبل، وواجه رياح الحياة بصدر رحب، مهما كسرت فيك، قم واجهز للعاصفة التالية، وتذكر دائمًا أن الله معك.
أشياء كثيرة تدور حولنا ومن حولنا وإجابة واحدة لا تعليق.
اقرأ أيضًا: لحظة شروق
اقرأ أيضًا: الصوت العالي.. رؤية مغايرة
كتبت: شروق كمال مدبولي.