الأعياد في الثقافات المختلفة

هل تساءلت يومًا عن كيفية الاحتفال بالأعياد في الثقافات المختلفة؟ من مراسم دينية مهيبة إلى احتفالات شعبية مليئة بالموسيقى والألوان، تنتشر الأعياد كالألوان الزاهية في قماشة الثقافات المتنوعة، فلنغص معًا عزيزي القارئ في هذا الغموض الممتع لنكتشف كيف تحتفل الشعوب بالأعياد، وما الذي يجعل كل احتفال فريدًا في سحره وتقاليده، حيث تتنوع الأعياد من الشرق إلى الغرب بأساليب مبتكرة ومفاجآت مدهشة تخطف الألباب وتبث البهجة والسرور في نفوس الجميع.

مفهوم الأعياد في الثقافات المختلفة:

لا شك أن مفهوم الأعياد في الثقافات المختلفة يختلف في الشرق عنه في الغرب، وفى الدول الإسلامية عن الدول التي يتبع أهلها ديانات أخرى، فمثلًا عيد الفطر عند المسلمين مناسبة دينية أكثر منها احتفالية، حيث يفرح فيها المسلمون بالفطر بعد صوم شهر رمضان، وتسود الفرحة بيت الفقير وبيت الغني، خاصة بعد إخراج زكاة الفطر، بالإضافة أيضًا إلى أداء صلاة العيد، التي هي اجتماع كبير للمسلمين في الساحات والمساجد يتبادلون فيها التهاني والتبريكات بالعيد، وهي تؤدى أيضًا في عيد الأضحى.

مفهوم الأعياد في الثقافات المختلفة
مفهوم الأعياد في الثقافات المختلفة

أما الأعياد في الغرب، فبعضها يكون مناسبات دينية أيضًا، ولكن يغلب عليها الطابع الاحتفالي أكثر مع بعض الطقوس الدينية والتي لها طبيعة مختلفة، فضلًا عن ذلك، فإن الغرب عندهم كرنفالات أخرى لا علاقة لها بالمناسبات الدينية ولكنها تعامل معاملة الأعياد عندهم، مثل عيد (ماردي جرا) الذي انتقل من أوروبا إلى أمريكا الشمالية خلال القرن السابع عشر، ولكن يمكن القول إن هناك سمة مشتركة بين الأعياد في العالم أجمع، وهي أنها مناسبات فرح وسرور وبهجة.

اقرأ أيضًا: لعبة سيكريت سانتا.. أسرار الهدايا الغامضة في عيد الميلاد

الأعياد في الإسلام:

الأعياد في الإسلام عيدان، عيد الفطر وعيد الأضحى، وسمي العيد عيدًا؛ لأن المسلمين يفرحون فيه من خلال أنواع العبادة المختلفة الخاصة بهذا اليوم والتي يتفضل الله بها عليهم، كعيد الفطر بعد صيام شهر رمضان، وأداء زكاة الفطر للفقراء والمحتاجين، وسمي بالعيد حتى يستبشر المسلم فيه بعودته مرة أخرى، وكما قال الزمخشري: “العيد هو السرور العائد، فكل يوم شرع تعظيمه يسمى عيدًا”.

الأعياد في الإسلام
الأعياد في الإسلام

الأعياد في الثقافات الغربية:

يأتي على رأس قائمة الأعياد في الثقافات الغربية، يوم الميلاد أو الكريسماس، وهو الاحتفال بميلاد المسيح، الذي هو محور الديانة المسيحية، ومن مظاهر الاحتفال في هذا اليوم، إعطاء الهدايا ووضع شجرة الميلاد المزينة، وظهور شخصية بابا نويل الذي يحقق الامنيات، وعشاء الميلاد، والاجتماعات العائلية مع الأصدقاء والمقربين، كما يحتفل المسيحيون أيضًا بعيد رأس السنة في يوم 31 ديسمبر من كل عام، وذلك احتفالًا بانتهاء عام وبدء عام جديد.

في كرواتيا، فهناك تقليد يتم فيه تناول طعام متواضع عشية عيد الميلاد، والفكرة من ذلك هي أن تتذكر الفقراء والذين ليس لديهم نفس القدر من الطعام بعد الصيام خلال النهار، لهذا يأكل الكثير من الناس وجبة متواضعة من سمك القد المجفف تسمى (bakalar) أو أي نوع آخر من الأسماك، إلى جانب بعض السلطات أو الكرنب، وفي المساء يتم الاستمتاع بوجبة كبيرة في يوم عيد الميلاد.

الأعياد في الثقافات الغربية
الأعياد في الثقافات الغربية

أما في روما، إيطاليا، فإن كرنفال ماردي جرا، بكسر بعض القوانين المتعلقة بالنظام العام، والتي تعتمد أساسًا على المبادئ الدينية، حيث يمكن للناس أن يأخذوا بعض الحريات المبالغ فيها، دون القلق بشأن التداعيات، وخلال النهار يرتدي الكثيرون أزياء فاخرة، أما في الليل يقام سباق (لا سموزا) بالشموع، وفيه يحمل المشاركون شمعة أو فانوسًا صغيرًا، ثم يركضون محاولين إطفاء أضواء بعضهم البعض.

والجدير بالذكر أن ماردي جرا، هو كرنفال سنوي يقام بدول العالم الغربي يوم الثلاثاء الذي يسبق أربعاء الرماد في كل عام، ويتم في هذا الكرنفال ارتداء الملابس المبهرجة والفاخرة، والرقص في الشوارع، والأكل بشراهة، حيث يعتبر هذا اليوم هو اليوم الأخير قبل الصوم الكبير طبقًا للعقيدة المسيحية.

وختامًا عزيزي القارئ، تعرفنا على مفهوم الأعياد في الثقافات المختلفة، وكيف تحتفل دول العالم بالأعياد، ومهما اختلفت طرق الاحتفال وطبيعة الأعياد، سيظل هناك عامل مشترك بين كل الأعياد وهي إنها مناسبات سعيدة تجلب الفرح والبهجة للكبار والصغار.

اقرأ أيضًا: في 10 دول.. أغرب طرق الاحتفال بعيد الفطر حول العالم

كتبت: سحر علي.