عندما يلوح عيد الفطر في الأفق، يتنبأ القلب بأجواء الفرح والبهجة التي ستعم المكان، وفي هذا الوقت المميز، يستمتع الناس بتبادل التهاني والاحتفال بأمثال شعبية عن العيد تحمل في طياتها حكمة الأجداد وعمق التراث، كما يقولون “زحمة العيد يا منخل”، هذا المثل الشعبي يعكس ضرورة الاستعداد والتحضير للأوقات المزدحمة بروح الصبر والتفاؤل، دعنا عزيزي القارئ نستكشف معًا جمال الثقافة والتراث خلال رحلتنا في عالم الأمثال الشعبية لنتذوق معنى الفرح والتلاحم في أجواء العيد.
أمثال شعبية عن العيد:
بعد العيد ما ينفلتش الكحك:
المقصود بالفتل هنا أي فتل عجين الكعك ليصنع منه على شكل الحلقة، وهو عجين مخلوط بالسمن يصنع منه الكعك في عيد الفطر، فإذا خبز رشوا عليه السكر المطحون وأكلوه، ويقال هذا المثل عند محاولة عمل الشيء بعد فوات وقته.
اقرأ أيضًا: يوم عسل ويوم بصل.. جولة في الأمثال الشعبية المرتبطة بالبصل
زحمة العيد يا منخل:
حيث كانوا في عيد الفطر يصنعون الكعك والفطير والخبز، فتزداد حاجتهم إلى المناخل، ويقال هذا المثل في اشتداد الحاجة إلى الشيء إذا اشتد الأمر.
زي بندق العيد مزوق وفارغ:
لأن المعول في بندق العيد يعتمد على تزيينه وتلوينه، لا على جودته، فيوجد فيه الفارغ، ويقال المثل للحسن المنظر السيئ المخبر.
صامت يوم واتمخطرت للعيد:
اتمخطرت، يعني تبخترت وتعاجبت بنفسها، أي أفطرت في رمضان ولم تصم فيه إلا اليوم الأخير، ثم قامت تتزين وتتبختر مستقبلة عيد الفطر، ويقال المثل لمن يعمل عملًا تافهًا متواضعًا، ويطلب أن ينظر إليه بغير ما يستحقه عمله.
لو كان دي الطهي على دي النهي لا رمضان خالص ولا العيد جي:
معناه لو كان الطبخ يتم على هذا الوجه الذي نراه، فلن ينتهي شيء، ويقال في الشيء الذي يبطئ الناس في عمله، ويقال إن أصل هذا المثل أن جحا نصحه أحد أصحابه أن يصوم رمضان، ولعدم معرفته بعدد أيامه أعطاه صاحبه ثلاثين فولة ليفطر كل يوم على واحدة، وبانتهائها ينتهي الشهر، ففعل، ولكنه بعد انقضاء بضعة أيام تفقد الفول الذي معه فوجده قد زاد، فتكدر وقال هذا المثل، ولكن السبب في ذلك أن أمه لما رأت معه الفول ظنته يحب أكله، فزادته له بغير علمه.
اللي يكذب نهار الوقفة يسود وشه نهار العيد:
المقصود به أن من يكذب اليوم يظهر كذبه في غده، والمراد أن الكذب لا بد من ظهوره.
بنتك حلوة زي كعك العيد ونافقة زيه:
معناه أنها فتاة جميلة سوف تتزوج سريعًا لجمالها، مثل كعك العيد الذي ينتهي من البيت بسرعة لطعمه الجميل، ولا تشعر كيف نفدت كل الكمية مهما كانت كبيرة.
إذا جه العيد ألبس جديد:
يدل على ضرورة الظهور بمظهر لائق في يوم العيد.
في العيد صون بطنك، ولما تزور صون عينك:
معناه ألا تسرف في الأكل، وعند زيارة الأقارب لمعايدتهم يجب أن تغض بصرك، ولا تتجول بعينيك في أرجاء البيت.
يوم العيد بلم الأجاويد:
أي أنه يوم الكرم والبذل والعطاء، أما البخلاء فيعتكفون في بيوتهم خوفًا من الإنفاق.
وختامًا عزيزي القارئ، بعد هذه الجولة الممتعة مع تراثنا القديم والجميل، تعرفنا على أمثال شعبية عن العيد، منها ما هو معروف ومتداول، ومنها ما هو ربما لا يعرفه الكثيرون منا.
اقرأ أيضًا: كذاب كذب الإبل.. رحلة إلى عالم الأمثال الشعبية وحكاياتها المثيرة
كتبت: سحر علي.