غزة وكاليفورنيا المدينتان المنكوبتان، بين عام مر على غزة وعام بدأ في كاليفورنيا، أصبحت كلتا المدينتين منكوبتين إحداهما بفعل بشري والأخرى بفعل الطبيعة، وفي هذا المقال نستعرض الخسائر الاقتصادية التي طالت كل منهما، ونسلط الضوء على حالة كلتا المدينتين قبل أن تصبحا مدينتين منكوبتين.

كيف كانت غزة وكاليفورنيا قبل أن تصبحا منكوبتين؟

ما حدث في قطاع غزة كان ظاهرًا للجميع، مما أدى إلى تصنيفها كمدينة منكوبة، أما في لوس أنجلوس فقد كان الأمر بمثابة صدمة غير متوقعة، فالحرائق عادةً ما كانت تندلع بسبب تغير الظروف المناخية وارتفاع درجات الحرارة في الصيف، لكن هذه المرة جاءت الصدمة من سرعة الرياح الشتوية التي تجاوزت (99 ميلًا)، مما جعل المدينة تواجه كارثة غير متوقعة وصنفت كمدينة منكوبة.

مقارنة بين الخسائر في غزة وكاليفورنيا

اشتهرت لوس أنجلوس بكونها من أكثر مدن العالم تطورًا ورفاهية، حيث تسهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد الأمريكي وتستقطب العديد من السياح والمستثمرين، مع ناتج محلي يعادل اقتصاد اليابان، ولكنها واجهت مؤخرًا حرائق غير مسبوقة التهمت أجزاءً واسعة منها، وعلى الجانب الآخر تعرضت غزة لكارثة مشابهة من حيث الدمار، وإن اختلف السبب، وبمقارنة الأضرار بين المدينتين المنكوبتين نجد أن:

مجال المقارنة	غزة (قصف الحروب)	كاليفورنيا (غضب الطبيعة)
الأراضي والمنشآت المتضررة	تحولت بأكملها لمنطقة منكوبة؛ تضررت 11 ألف منشأة، و95% من الأراضي الزراعية غير صالحة.	دُمر 1200 هكتار من أراضي الولاية بفعل حرائق الغابات.
النزوح والتهجير	تجاوز عدد المهجرين 2 مليون شخص هرباً من النيران الإسرائيلية.	أجبرت الحرائق أكثر من 30 ألف شخص على النزوح من منازلهم.
القطاع الطبي والخدمات	أصبح القطاع الطبي والصحي في حالة دمار مع صمود الكادر الطبي في أداء واجبه رغم الضغط الشديد والقصف المستمر.	أصبح القطاع الطبي في حالة دمار مؤقت وغير قادر على تقديم الخدمات الطارئة المطلوبة.
الخسائر البشرية الأولية	أكثر من 45,885 شهيدًا ونحو 109,196 جريحًا (أرقام متغيرة).	تضمنت الضحايا 10 قتلى نتيجة الحرائق.

من هم الشخصيات المعروفة التي ظهرت في كارثتي غزة وكاليفورنيا؟

حظي صحفيو غزة بشهرة كبيرة وشهادات عظيمة، حيث قدموا دماءهم في سبيل نقل الحقيقة، حيث إن التغطية المستمرة لأحداث القطاع والتي لا تتوقف إلا في فترات قصيرة ومتقطعة، وتبرز مدى الحاجة الإنسانية واللوجستية التي تتطلبها الهدنة في غزة، لإتاحة الفرصة لإيصال الإمدادات الحيوية، وفي الوقت ذاته ظهر العديد من مشاهير العالم وهم يودعون منازلهم التي التهمتها نيران الطبيعة، ومن بينهم:

• الممثل الأمريكي جيمس وودز، الذي أطلق عبارة: “احرقوا غزة”، ودع منزله المحروق في لوس أنجلوس وسط بكاءه وحزنه على الهواء مباشرة.
• سبنسر برات وزوجته هيبري، الذي شاهد منزلهم وهو يحترق على كاميرات المراقبة الموجودة بداخل المنزل.
• الممثل الأمريكي ميل جيبسون، سجل بودكاست مع جو روغان تحدث عن صدمته بحرائق الغابات التي دمرت منزله.

كما برز أيضًا أطباء غزة كمثال للتضحية، بينما لم نسمع عن قصص بطولية في مساعدة النازحين في لوس أنجلوس.

شركات التأمين عاجزة في كاليفورنيا

كشفت المشاهد المصورة في لوس أنجلوس عن حجم الدمار الهائل الناتج عن حرائق الغابات، حيث استمرت النيران مدفوعة برياح قوية في تدمير آلاف المباني، وتقدر الخسائر المادية بحوالي 57 مليار دولار أمريكي، ويعد هذا الرقم قريبًا من التكلفة التقديرية لإعادة إعمار غزة، التي تعتمد اليوم بشكل كبير على مساعدات المنظمات الإنسانية، فإن تحقيق الاستقرار وبدء عملية إعادة الإعمار مرهون بالاستجابة للدعوات الدولية التي تتطالب بـ وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهو ما سيحدد مستقبل المدينتين المنكوبتين.

إن المقارنة بين مأساة غزة وكاليفورنيا لا تهدف إلى المماثلة بين الظروف، بقدر ما تهدف إلى تسليط الضوء على هشاشة الحياة أمام القوة المدمرة، سواء كانت قوة بشرية مدفوعة بالصراع، أو قوة طبيعية مفاجئة، فإن أوجه التشابه في حجم الدمار والنزوح تثبت أن مصير المدن قد يتقرر في لحظة، لذلك رغم اختلاف الأسباب، وبتحليل حالة غزة وكاليفورنيا، المدينتان المنكوبتان، تبرز ضرورة الاستعداد للمجهول، والعمل على التخفيف من آثار النكبات، وتوحيد الجهود الإنسانية لدعم المدن المنكوبة حول العالم، بغض النظر عن سبب نكبتها.

كتبت: روان كوكش.

الأسئلة الشائعة حول كارثتي غزة وكاليفورنيا