الخوف هو شعور إنساني ينشأ كرد فعل عاطفي عند تعرض الفرد لموقف يثير لديه شعورًا بالخطر، وعلى الرغم من أن الخوف الطبيعي يلعب دورًا صحيًا في تحذير الشخص من المخاطر الحقيقية، إلا أن الخوف المرضي قد يأخذ طابعًا غير صحي أو زائد، مما يجعل الفرد يعيش في حالة من الحذر والقلق الزائد، في هذه الحالة يتجنب الشخص ما يخيفه ويزداد شعور الخوف لديه أكثر وقد يتحول إلى فوبيا أو مرض نفسي، سنتناول في هذا المقال الخوف الطبيعي والخوف المرضي وكيفية علاجه، وذلك لمساعدتك في التعامل مع هذه الحالات بطريقة صحية وفعالة.
الخوف الطبيعي هو الذي يمكن السيطرة عليه بالعقل والمنطق، وهو شعور صحي وطبيعي في حياتنا اليومية، ويعتبر أيضًا مصدر حماية من بعض الأخطار التي نبتعد عنها بداعي الخوف، ويمكن تمييز الخوف الطببعي بالمميزات الآتية:
- الخوف الطبيعي رد فعل عاطفي صحي وطبيعي يحدث عند التعرض لخطر حقيقي أو خطر وشيك.
- الخوف الطبيعي جزء لا بد منه خلال حياتنا اليومية، مثل الخوف قبل الاختبار أو الخوف من نتيجة حدث أو فعل ما.
إذا اتسم الخوف الطبيعي بالصفات التالية، يصبح مرضيًا:
- استمراريته بدون أسباب منطقية.
- يؤدي إلى القلق بطريقة شديدة وغير منطقية قد تصل أحيانًا إلى التعرض لما يسمى بنوبات الهلع.
- الأشخاص المصابون بالخوف المرضي يعلمون في داخلهم، بأن خوفهم غير مبرر وغير منطقي ومبالغ فيه.
أعراض الخوف المرضي:
عندما يتحول الخوف الطبيعي إلى مرضي، قد تظهر عدة أعراض وعلامات تصاحبه، مثل:
- الارتجاف والشعور بالغثيان والقيء.
- الشعور بفقدان السيطرة والتحكم والرغبة في استخدام الحمام.
- ألم في الصدر وصعوبة في التنفس مع تسارع في ضربات القلب.
- الشعور بالدوار وباضطراب في المعدة.
- حدوث نوبات الذعر والهلع.
- سرعة الكلام أو فقدان القدرة على الكلام.
- جفاف الفم والتعرق الشديد.
- ارتفاع في ضغط الدم والإحساس بالاختناق.
اقرأ أيضًا: تعرف على أشهر الأمراض النفسية وطرق علاجها
أسباب الخوف المرضي:
هناك عدة أسباب وعوامل تسهم في حدوث أو تعزيز الخوف المرضي، مثل:
- العوامل الوراثية، حيث تزيد فرصة الإصابة بالرهاب المرضي إذا وجدت إصابة به لدى أحد أفراد الأسرة.
- التعرض المفاجيء لأحداث خطيرة ومؤلمة، مثل الغرق، الحريق، والارتفاعات الشاهقة، والأماكن الضيقة.
- الإصابة بالأمراض الخطيرة، أو وجود بعض المخاوف الصحية الشديدة.
- تعاطي الممنوعات أو شرب المخدرات، الإصابة بالاكتئاب يزيد من الإصابة بالرهاب.
- السلوكيات المكتسبة من البيئة، مثلًا إذا رأى طفل أحد أبويه يخاف من استخدام المصعد، فقد يتسبب ذلك في اكتساب الطفل نفس النوع من الخوف.
طرق علاج الخوف المرضي:
يحتاج علاج الخوف المرضي إلى استخدام تقنيات علاجية، أو دوائية، أو الاثنين معًا كالتالي:
1-العلاج السلوكي المعرفي:
من خلال تعريض المريض لمخاوفه المرضية في بيئة افتراضية أو تحت الرقابة، يُمكنه التخلص من أفكاره السلبية وتصحيح معتقداته الخاطئة حول مخاوفه، توفر هذه الطريقة للمريض فرصة لاستكشاف مخاوفه بشكل آمن.
2-العلاج بالأدوية:
تسهم بعض الأدوية المضادة للاكتئاب في تخفيف استجابات المريض العاطفية والجسدية للخوف المرضي، مما يساعد على تحديث والتخلص من هذه المخاوف في وقت لاحق.
والجدير بالذكر هنا أنه مع تغير العالم وتطوره، تغير أيضًا الخوف ودوافعه، فبعد أن كان الناس يخافون من الحيوانات والأماكن المرتفعة والأماكن الضيقة أصبح الخوف الآن من الإرهاب والحروب والعنف والقرصنة الإلكترونية.
وختامًا عزيزي القارئ وبعد استعراض الخوف المرضي والطبيعي، احرص على أن يكون خوفك طبيعيًا بشريًا له مبرر وله هدف، وأفعل كل ما يجب عليك فعله واجعل شعارك أنه عليك العمل وعلى الله العواقب فاطمئن.
اقرأ أيضًا: الحالة المزاجية والنفسية للحامل وأهم 5 محظورات للحامل
كتبت: سحر علي.