هل تساءلت يومًا عن أسباب نجاح سلسلة أفلام هاري بوتر التي استحوذت على قلوب الملايين حول العالم لعقد كامل؟ وكيف تمكنت هذه السلسلة من تحقيق نجاح باهر واستمرارية لافتة؟ الإجابة تكمن في مجموعة من العوامل المتداخلة التي صنعت من أفلام هاري بوتر ظاهرة ثقافية فريدة من نوعها، فما تلك الأسباب التي جعلت هذه السلسلة تتربع على عرش السينما العالمية؟ دعونا نستكشف سويًا أسرار نجاح هذه السلسلة التي ما زالت تحظى بشعبية واسعة حتى بعد مرور سنوات على عرض آخر أجزائها.
أسباب نجاح سلسلة أفلام هاري بوتر:
حافظ فيلم هاري بوتر بأجزائه المتعددة على نجاح مستحق، استمر على مدار 8 أفلام كاملة خلال 10 سنوات، جعلت الكثيرين من كل الأعمار يقعون في حبه، وهذه حالة تستحق الدراسة والبحث؛ لأنه نادرًا ما تظل أفلام من هذا النوع الذي يعتمد على الخيال والفانتازيا في الذاكرة كل هذه الفترة بالرغم من انتهائها رسميًا، ويرى النقاد والأخصائيون في هذا المجال أن من أهم أسباب نجاح سلسلة أفلام هاري بوتر، ما يلي:
الاعتماد على مصدر قوي:
يعتبر الاعتماد على مصدر قوي، أو الاستناد إلى مصدر مكتوب بعناية هو إكسير الحياة التي تمنح أية سلسلة عمل فانتازيا النجاح والجماهيرية، وهذا ينطبق على سلسلة هاري بوتر وغيرها من سلاسل أفلام الفانتازيا الكلاسيكية التي لاقت رواجًا كبيرًا، وفي حالة سلسلة أفلام هاري بوتر، فإن الكتب السبعة التي كتبتها الكاتبة البريطانية (JK Rowling)، شكلت مصدرًا ثريًا بكل التفاصيل التي تميزت بها سلسلة الأفلام.
اقرأ أيضًا: حصاد سينما 2023.. 8 أفلام تحقق إيرادات استثنائية
شخصيات مختلفة ومميزة وسيناريو جذاب:
سلسلة أفلام هاري بوتر تمتلك سيناريو يتمتع بخطوط عريضة مشتركة بينها جميعًا، فبداية الأفلام كلها في مرحلة ما قبل العام الدراسي، ثم تنتقل لتوضح مشكلة أو لغزًا غامضًا يتم كشفه أو إيجاد حله مع الوقت، مثل الجزء الثاني وسر الحجرة السرية، وسر حجر الفيلسوف في الجزء الأول، أو حتى في الجزء السادس مع فك سر أو لغز Half blood prince، وذلك يحدث دائمًا بالتوازي مع الحياة الدراسية اليومية للطلاب، وفي معظم أجزاء الفيلم تقريبًا، تأتي فترة الأعياد في منتصف الفيلم، حيث تغطى المدرسة بالثلوج، ويأخذ الطلاب إجازة شتوية، حيث تشتعل الأحداث وتتسارع، وبالرغم من تكرار ذلك النمط في كل الأفلام، إلا أنه توجد لكل فيلم تفاصيله الخاصة ولغزه الخاص، التي تجعله مميزًا ومختلفًا.
وفيما يتعلق بجانب الشر، فقد يعتقد البعض أن الأفلام التي تعتمد علي الخيال والفانتازيا نادرًا ما تتضمن أشرارًا أو شخصيات عميقة ومعقدة، ولكن شخصية (Voldemort) في أفلام هاري بوتر، كانت على عكس المعتاد، فهي شخصية قوية ومعقدة، ومكتوبة بعناية فائقة، ودوره موضوع ضمن الأحداث، ويجب ألا ننسى العلاقة المميزة بين الطلاب الثلاثة: هاري بوتر، وهيرموني، ورون، وبين شخصية هاجريد، ودمبلدور، وغيرهم، كل هذه الشخصيات كان لها وقتها الخاص بها ولحظاتها المميزة لتلمع على الشاشة، وهو ما جعل سلسلة الأفلام كقطع الأحجية، التي تتجمع لتكتمل الصورة الكبيرة.
تأسيس العالم والتفاصيل بشكل مبدع:
من يشاهد أفلام هاري بوتر يعرف ماذا تعني رؤية عالم السحر للمرة الأولى على شاشة السينما، فكل ما تناوله الفيلم من تفاصيل بشكل مثير ومتقن مثل: اللوحات المتحركة، والمقشات الطائرة، وتعويذات الاختفاء السحرية، وقبعة التصنيف، ودروس السحر، ونقطة (Diagon Alley) التي تبيع مستلزمات الطلاب السحريين ووازرة السحر، وغير ذلك من تفاصيل الفيلم التي تمت كتابتها بعناية فائقة، وظلت كما هي حتى نهاية سلسلة الأفلام.
تجنب التمطيط وامتداد عمر السلسلة:
بعض سلاسل الأفلام الكبيرة التي تمتد لعدة أجزاء تقع في فخ الإغراء الربحي؛ فيقرر المسئولون عنها الاستفادة من ذلك بتحويلها إلى سلسلة عملاقة دون النظر لجودة كتابتها أو عرضها بشكل لائق، وهو ما يؤثر على جودتها مع الوقت، وربما يكون هذا ما حدث مع سلسلة أفلام Star Wars، التي تعتبر الأكثر شهرة في أمريكا، ولكنها بدأت تفقد شهرتها وشعبيتها وبريقها؛ لأنها استمرت للربح فقط حتى بعد انتهاء القصص التي بدأت بها في بداية السلسة، ولكن ذلك لم يحدث مع أفلام هاري بوتر، فقد تم الانتهاء منها بمجرد وصول القصة لنهايتها.
وفي الختام، بعد تناولنا أهم أسباب نجاح سلسلة أفلام هاري بوتر، حيث كانت النتيجة النهائية في حصولنا على سلسلة أفلام جماهيرية ورائعة مكونة من 8 أفلام كاملة، تسرد أحداثًا متناسقة من البداية للنهاية، وما زالت إلى يومنا هذا باقية في ذاكرة السينما العالمية وجمهورها، حيث تم فيها مزج عناصر السينما من كتابة وإخراج وتمثيل مع الخيال واستخدام المؤثرات البصرية بكفاءة وإتقان.
اقرأ أيضًا: هل رأيت نفسك في أفلام مصرية تناولت الدراسة؟.. اكتشف أشهرها
كتبت: سحر علي.