تم مؤخرًا الكشف عن أسباب علامات صدمات الطفولة المبكرة، أو ما يسمى (Childhood Trauma) وتعني تغيير في نمط سلوكيات الأطفال، فمن الأشياء الهامة التي علينا الأخذ بها بعين الاعتبار هو التحرك السريع نحو التخلص منها؛ لتجنب حدوث مخاطر كبيرة تمنع من تطور الطفل بشكل طبيعي، لذلك من الجيد متابعة تلك الحالات واكتشافها من المراحل العمرية الأولى من خلال إحاطة الطفل وتتبع سلوكياته، حيث تلعب الحياة الاجتماعية دورًا مهمًا في تأثيراته الانفعالية والناتج عنها تكوين شخصيته، لذا فإن النظام الإيجابي المتبع في تأهيله يعتمد عليه الجزء الأكبر في أعوامه المتقدمة.

علامات صدمات الطفولة المؤكدة:

غالبًا ما يحدث تغييرات فسيولوجية (Physiology) لكل طفل يتعرض لمشكلة، ومن العلامات المؤكدة لوجود (Childhood Trauma) أو صدمات الطفولة هي: التواجد المتلازم بأماكن خالية من الأشخاص، والخوف الدائم والبكاء السريع، وذلك ينتج عن اضطرابات هرمونية (Hormonal disorders) أو تغيير في الحالة النفسية (Mental state) التي تؤدي إلي مشاكل صحية لا تتوقف عند حالة محددة وتؤثر بشكل سلبي على الخلايا العضوية مثل تأخر النمو العقلي والجسم من الجانب الهرموني.

علامات صدمات الطفولة المؤكدة

علامات صدمات الطفولة المؤكدة

ومن الواضح بشكل مؤكد لوجود تلك الاضطرابات حدوث انفعالات غير طبيعية مثل: العنف في المعاملات الجسدية، والإقبال المتكرر لجرائم متعددة التي تمنع دخول الطفل في عملية النمو الطبيعي، وكل ذلك يكون نتيجة عن حالات صدمات متكررة (Repeated trauma) منذ الطفولة.

اقرأ أيضًا: لماذا لا يمكننا الهروب من الذكريات المؤلمة؟.. تفسير علمي مفاجئ

أهم ما جاءت به الأبحاث العلمية حول الصدمات:

الصدمات سواء الجسدية أو النفسية، لها تأثيرات عميقة على الإنسان، وقد اهتمت الأبحاث العلمية بدراستها وتقديم الفهم والعلاج، إليك بعض النقاط المهمة التي توصلت إليها الأبحاث حول الصدمات:

  • التأثيرات على الدماغ:

الصدمات تؤثر على الدماغ بطرق عديدة، حيث تظهر الأبحاث أن الصدمات النفسية قد تغير بنية الدماغ، خاصة في المناطق المرتبطة بالذاكرة والعواطف مثل: الحُصين، واللوزة، هذه التغيرات قد تؤدي إلى زيادة الحساسية للقلق والاكتئاب واضطرابات المزاج.

التأثيرات على الدماغ

التأثيرات على الدماغ

  • الإجهاد اللاحق للصدمة:

الصدمة قد تؤدي إلى اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، والذي يتسم بذكريات مزعجة متكررة للحدث الصادم، وتجنب المواقف التي تذكر به، إضافة إلى قلق مستمر واضطراب في النوم، الأبحاث تشير إلى أن بعض العوامل الوراثية والبيئية قد تزيد من خطر الإصابة بهذا الاضطراب.

  • التأثيرات على الصحة الجسدية:

الأبحاث تظهر أن التعرض لصدمات نفسية يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض جسدية مثل: أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري، الإجهاد المزمن الناتج عن الصدمة يمكن أن يؤثر على نظام المناعة ويزيد من الالتهابات في الجسم.

  • التأثيرات على الصحة العقلية والسلوكية:

الصدمات قد تؤدي إلى زيادة معدلات الاكتئاب، والقلق، وتعاطي المواد المخدرة، وقد تؤثر على العلاقات الشخصية وتجعل المصاب يجد صعوبة في تكوين علاقات صحية أو الحفاظ عليها.

  • التدخلات العلاجية:

توصلت الأبحاث إلى عدد من العلاجات الفعالة للأشخاص الذين يعانون من آثار الصدمات، مثل: العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، العلاج بالتعرض، والعلاج بالأدوية مثل مضادات الاكتئاب حديثًا، يتم استخدام بعض تقنيات العلاج النفسي التي تركز على استعادة التوازن العصبي في الدماغ.

التدخلات العلاجية

التدخلات العلاجية

  • التدخلات الاجتماعية والدعم المجتمعي:

الدعم الأسري والاجتماعي يساعد الأشخاص في التغلب على آثار الصدمات، وقد ثبت أن الدعم الاجتماعي يقلل من خطر تطور أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، ويساهم في تحسين جودة حياة المصابين.

  • تقنيات التأقلم الحديثة:

تتزايد البحوث حول التأمل، وتمارين الاسترخاء، والتقنيات النفسية الجسدية (مثل اليوغا والتاي تشي)، التي ثبتت فائدتها في التخفيف من آثار الصدمات وتحسين الصحة العامة.

في الختام؛ فإن فهم علامات صدمات الطفولة وأسبابها يعد خطوة حيوية نحو حماية الأجيال القادمة من تأثيراتها العميقة والمستمرة، لذا يعتبر التدخل المبكر، والمتابعة المستمرة، والدعم الأسري والاجتماعي ركائز أساسية لضمان تجاوز الأطفال لتلك التحديات بنجاح، مما يسهم في تطوير شخصيات قوية وصحية مستقبلًا.

اقرأ أيضًا: ما وراء الألم.. فن التغلب على الصدمات العاطفية وبناء حياة جديدة

كتبت: نعمة سيد.